كشفت رابطة أمهات المختطفين في مؤتمرها الصحفي اليوم بمحافظة عدن عن تقريرها الحقوقي الأول والذي اسمته “أمهات أمام أبواب السجون” تزامنا مع الذكرى الأولى لتأسيسها، في الثامن عشر من شهر ابريل المنصرم.
وذكر التقرير الذي رصد الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان فيما يخص الاختطاف والإخفاء القسري في الفترة من 21/9/2014 حتى 31/12/2016 أن عدد المختطفين الذين استطاعت الرابطة الوصول إليهم بلغ “3289” مختطفا، بينما عدد المخفيين قسرا وصلوا إلى “160” مخفيا، كما أكد التقرير أن “818” مختطفا تعرضوا للتعذيب قتل منهم “99” بينهم “51” تحت التعذيب و “48” تمت تصفيتهم جسدياً،
فيما بلغ عدد السجون “484” سجنا بينهم عشرات من المنازل تم استخدامها كمعتقلات سرية. وبين التقرير أن الرابطة نفذت أكثر من “40” وقفة احتجاجية، خلال الفترة المذكورة، في عدد من المحافظات تعرضت “10” منها لاعتداءات مباشرة من قبل جماعة الحوثي وصالح المسلحة.
وقد تأسست رابطة أمهات المختطفين بصنعاء بعد أن استمرت العشرات من أمهات وزوجات المختطفين والمخفيين قسراً على مدى أشهر وهن يطرقن أبواب السجون بحثا عن أولادهن وأزواجهن الذين اختطفتهم جماعة الحوثي وصالح المسلحة من بيوتهم ومقار أعمالهم والمساجد والأماكن العامة دون وجه حق، وزجت بهم في السجون والمعتقلات، رغم أنهم مدنيون لم يثبت على أي منهم مسوغ قانوني لاحتجازه، منهم الصحفيون والأكاديميون وطلاب الجامعات والسياسيون والعمال؛ حينها كان لابد من توحيد جهود الأمهات و الأهالي في سبيل المطالبة بإطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسراً، وقبل عام وفي مثل هذا اليوم الثامن عشر من ابريل 2016 أُشهرت رابطة أمهات المختطفين في وقفة احتجاجية من أمام مقر بعثة الأمم المتحدة بصنعاء.
ومع ازدياد حملات الاختطاف بحق المواطنين وتعرض العشرات منهم للتعذيب الشديد، وأصابة المئات بمختلف الأمراض بسبب الإهمال الصحي لهم، ومنع تعرضهم لأشعة الشمس لشهور طويلة، ومنع إدخال الطعام النظيف والماء النقي والملابس لهم، نفذت رابطة الأمهات أكثر من أربعين وقفة احتجاجية تعريفا بقضية أبنائهن المختطفين والمخفيين قسراً في سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة أمام السجون والمنظمات الدولية والجهات المسؤولة، مطالبات بإطلاق سراح جميع أبنائهن المختطفين والمخفيين قسراً من سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة دون قيدٍ أوشرط.
وقد ازدادت وتيرة الاختطافات ومايصاحبها من انتهاكات جسيمة في عموم المحافظات؛ ما دعا لأنشاء عدد من فروع الرابطة في المحافظات منها الحديدة وعدن وإب وتعز ومأرب.
ولم تكتفِ الأمهات بالحراك الاحتجاجي السلمي بل قامت بمراسلة المنظمات الدولية وكبار مناصري حقوق الإنسان وفي مقدمتها الأمم المتحدة. وقد قابلت الأمهات ضمن حراكهن السيد اسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لوضع ملف المختطفين والمخفيين قسراً بين يديه ومايتعرضون له من مخاطر تتهدد حياتهم وتنتهك حقوقهم في سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة، كما قامت الرابطة بتوثيق حالات الاختطاف والإخفاء القسري في العديد من المنظمات الدولية من بينها المفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومراسلتها بأوضاع المختطفين التي تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
وتعرضت الأمهات خلال وقفاتهن الاحتجاجية للعديد من الاعتداءات حيث لا تكاد تمر وقفة إلا وتعرضت الأمهات للمضايقات والتلفظ عليهن بألفاظ نابية، وكان من أبرز الاعتداءت ما تعرضت له الأمهات من اعتداء غير مسبوق أمام مقر بعثة الأمم المتحدة، وبوجود أطقم عسكرية تتبع جماعة الحوثي وصالح المسلحة، في 24/10/2016 حيث اعتدى مسلحون يرتدون الزي المدني وآخرون يرتدون الزي العسكري على الأمهات بأعقاب البنادق وقاموا بمصادرة جوالاتهن المحمولة بالقوة، وسحب خماراتهن والتلفظ عليهن بأبشع الألفاظ.
خلال فترة التقرير، قامت رابطة الأمهات بالعديد من الحملات الإعلامية المعرفة بقضية المختطفين والمخفيين قسراً حيث أطلقت حملة “حرية ولدي أولا” تزامنا مع تأسيس الرابطة مرورا بحملة “اخرجوا عيالنا” التي لاقت تضامنا شعبيا وحقوقيا واسعا، كما أطلقت حملة “أوقفوا التعذيب في اليمن” بعد رصد وتوثيق مقتل العشرات من المختطفين تحت التعذيب في سجون الحوثيين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، وكانت آخر حملاتها هي حملة “أم المختطف” التي دعت إليها الرابطة تضامنا مع أمهات المختطفين اللواتي يتجرعن المعاناة في ظل غياب فلذات أكبادهن خلف قضبان.
وتعاطت وسائل الإعلام باهتمام أنشطة رابطة أمهات المختطفين ومايتعرضن له من اعتداءات كما لاقت قضيتهن تضامنا كبيرا من قبل الناشطين الحقوقيين، وقد تم تقديم ملف خاص لرابطة الأمهات ومعاناتهن في مجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وتمضي رابطة أمهات المختطفين بمساندة المتضامنين معها، المؤمنين بعدالة قضية أبنائها، حتى الوصول إلىالإفراج الكامل عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً.
#أمهات_أمام_أبواب_السجون
#أم_المختطف
#abductees_mother
#حرية_ولدي_أولا