أحيت رابطة أمهات المختطفين بمدينة تعز الذكرى الثالثة لقصف سجن كلية المجتمع بذمار.
وتحت شعار “قصف سجن كلية المجتمع جريمة تنتظر العدالة”، أقامت الرابطة صباح اليوم الخميس جلسة استماع لعدد من ضحايا الجريمة التي وقعت فجر يوم 1 سبتمبر 2019 وراح ضحيتها العشرات من المختطفين.
وتحدث المختطف الناجي من الجريمة “صادق محمد مفلح” الذي اختطفه الحوثيون من تعز بتاريخ 2017/12/11 واقتادوه إلى نقطة الكدرة ثم الزيلعي والتحقيق معه ثم نقلوه إلى سجن الصالح وبعد أربعة أشهر تم نقله إلى كلية المجتمع بذمار.
وقال مفلح في شهادته: “ضرب طيران التحالف السجن بـ 7 غارات وكان هناك” 180″ محتجز في أحد المباني التي ضربها الطيران حتى تغطينا تحت الركام واستطعنا الهروب لنتفاجأ بوجود أطقم حوثية أعادونا إلى قسم شرطة الغربية ومكثنا لمدة أسبوع وأمي وأبي لم يعلموا بالأمر إلا بعد أسبوع من ضرب الطيران، وأخفى ابني الخبر عن والدته وبعدها أعلنوا عن وفاتي وبدأت مراسم العزاء تقام في قريتي حتى جاء أمر العفو والإفراج عني عبر الصليب الأحمر بتاريخ 2019/10/1″.
مضيفاً: “بعض الناجين من المفرج عنهم قالوا بأنهم رأوا أصدقاء لهم تحت الأنقاض مازالوا أحياء ولكن كانوا في مكان محاصر بالحجارة وأعمدة المبنى، وعندما أتت فرق الإنقاذ بالشيولات (الجرافات) قامت بالمشي فوق الأعمده التي كان تحتها الضحايا مما أدى إلى وفاتهم بالرغم من أنهم كانوا مازالوا أحياء ولم يقتلوا بضرب الطيران”.
وأدلت أم الضحية “غمدان عبد السلام السبئي” بشهادتها لتتحدث وعينها تدمع: “اختطفت جماعة الحوثي ولدي من منطقة الحوبان بتاريخ 2016/10/7، ومكث بسجن الصالح شهر لينقل بعدها لسجن كلية المجتمع حتى ضربه الطيران صباح 2019/9/1، وحين تلقيتُ الخبر ذهبتُ إلى مدينة ذمار للبحث عن ابني أو عن جثته واستمريت أبحث لمدة أسبوع متواصل ورفض الحوثيون السماح لي بالتعرف على جثة ولدي بين الجثث حتى استطعت استخراج أمر من النيابة وذهبت أبحث عنه ورأيت الجثث كالحطب مرصوصة دون وجود ثلاجة تحفظ جثثهم وأشلائهم وقد امتلئت بالدود، ثم تعرفت على ولدي بوجود علامات على أذنه ورجله ورفض الحوثيون تسليم الجثة، بعدها تواصلت بالصليب الأحمر ليعلنوا عن يوم الدفن بتاريخ 10/12، وأنا هنا اليوم لأطالب بالتعويض لأسر ضحايا هذه الجريمة”.
من جهته تحدث المختطف الناجي “معمر خالد مقبل” والذي اختطف من منطقة الأقروض بتعز بتاريخ 2017/10/4 بقوله: “نقلوني لسجن الصالح مباشرة لشقة يطلق عليها اسم الدواعش لمدة 4 أشهر ونصف تحت التعذيب والعصق بالكهرباء وكانوا يأخذوني إلى سطح العمارة ورش الماء البارد على جسدي وبعدها انزلوني وقاموا بربط رجلي وتشغيل المراوح وأبقوني واقف على رجلي الأخرى ولو سقطت من التعب يقوموا بضربي بكيبل الكهرباء، وبعد 8 أشهر نقلوني إلى سجن كلية المجتمع بذمار وقضيت هناك سنة و3 أشهر وفي يوم السبت بتاريخ 2019/9/1 ضرب الطيران السجن ووجدت نفسي بين 4 حيطان لا أستطيع الحركة تلتها الضربة الثانية ليظهر حديد البناء واستطعت الهروب من بين تلك الفتحات الضيقة وكنت في طريق هروبي التقي ببعض الناجيين ودخلنا بين النازحين والأطفال – كان السجن يحتوى على أماكن للنازحين – للحفاظ على أرواحنا وإلا فقد كان الحوثيون سيقومون بتصفية من نجى من القصف بعدها سلمنا أنفسنا لوجود بعض الجرحى إصابتهم خطيرة وكان لا يزال الطيران يضرب، وبعد ساعة تم نقلنا إلى سجن المدينة الغربية بمحافظة ذمار وقضينا فيها 15 يوم وبعده إلى السجن المركزي بصنعاء وتم الإفراج عنا تحت اشراف الصليب الأحمر”.
وقال شقيق الضحية “محمد علي البسابس” أثناء الإدلاء بشهادته: “قامت والدتي ببيع كل مالديها حتى اسطوانة الغاز في مسيرة البحث عن شقيقي الذي اختطف من منطقة بير باشا بتعز بتاريخ 2015/11/1 وتواصل بنا وأخبرنا بأنه محتجز بمدرسة الحياة وذهبت إليه برفقة والدتي وأخبرونا بأنه تم نقله للسجن المركزي بصنعاء وبعد 7 أشهر تلقينا اتصال يخبرنا بأن محمد محتجز بفلة علي محسن وبعدها اتصل أخي محمد وأكد بأنه كان هناك ولكنه انتقل إلى السجن المركزي بصنعاء وظل هناك 4 سنوات ثم نقل إلى سجن الصالح مرة أخرى تحت مبرر أن هناك صفقة تبادل به ولكن فشلت تلك الصفقة وأعادوه إلى سجن كلية المجتمع بذمار، وبعدها ضرب الطيران السجن، وذهبت للبحث عنه هناك ولكني وجدت نصف جسد أخي وتعرفت عليه لوجود علامات على قدمه، ووقت الصلاة عليه لم يقبل أحد بالصلاة عليه لأنه من تعز وبعدها دفن في مدينة ذمار”.
وكانت الرابطة ممثلة بالأستاذة أسماء الراعي قد ألقت كلمة أكدت فيها بأن جريمة قصف سجن كلية المجتمع بذمار تعدد فيها الجناة والإنتهاكات بحق المدنيين المحتجزين وقد بلغ عدد الضحايا” 137″ قتيلاً و”45″ جريحاً بحسب إعلان الصليب الأحمر وقد وثقتت الرابطة “42” ضحية.
وطالبت الراعي بحماية المدنيين المختطفين والمحتجزين وضمان سلامتهم وإطلاق سراحهم ومساءلة مرتكبي جريمة قصف سجن كلية المجتمع بذمار وكذلك المتسببين بها وتحقيق العدالة لأسر الضحايا وتعويض أسرهم.
#حرية_ولدي_أولا