بني شيبة– الشمايتين | يوليو 2025م
في مشهد اختلطت فيه الدموع بالابتسامات، أسدل الستار رسميًا على إحدى أبرز قضايا القتل التي شغلت الرأي العام في مديرية الشمايتين–محافظة تعز، بعد تنظيم جلسة حوارية مجتمعية أخيرة ضمن أنشطة مبادرة العدالة التصالحية، والتي تُوِّجت بإعلان أولياء دم أحد أبناء فئة المهمشين تنازلهم الكامل عن القضية والقبول بالدية، ليُغلق الملف نهائيًا بورقة الصلح الموقعة من الطرفين، وبذلك يُفتًح باب المصالحة المجتمعية على أسس جديدة من الاعتراف والكرامة والعدالة.
جاءت الجلسة في إطار مشروع “دعم السلام في اليمن من خلال المساءلة والمصالحة وتبادل المعرفة (SPARK)”، بتنفيذ من رابطة أمهات المختطفين بالشراكة مع منظمة سام للحقوق والحريات، وبدعم من معهد DT، بعد جهود مكثفة استمرت شهرين من الوساطة، التيسير، والتقريب بين الأطراف.
من الجراح إلى الجنازات: العدالة التصالحية تصل إلى الميدان
وعقب التوقيع الرسمي على وثيقة التنازل واستلام الدية، أُقيمت مراسم تشييع ودفن جثمان الضحية في أجواء مفعمة بالحزن والكرامة، بحضور شخصيات مجتمعية من الطرفين، وممثلين عن الجهات المحلية يتقدمهم م.عبد العزيز الشيباني مدير المديرية،
وممثلو الجهات الأمنية والوجاهات القبلية.
تلا ذلك إقامة عزاء رسمي في بني شيبة، خُصص جزء كبير منه لتقديم العزاء لأسرة الضحية.
استكمالًا للعدالة: جلسة دعم نفسي وقانوني لأُسرة الضحية
استمرارًا لأنشطة المبادرة، صرّحت الجهات المنفذة عن تنفيذ جلسة دعم نفسي وقانوني مخصصة لـ20 فردًا من أُسرة الضحية، بهدف مساعدتهم على التعافي من الصدمة، وتقديم إرشاد قانوني حول حقوقهم المدنية والعدلية، وتمكينهم من التعامل مع مخرجات القضية بشكل سليم.
الجلسة التي ستُعقد غدا، ستجمع بين مختصة في الدعم النفسي والاجتماعي، ومستشار قانوني، تحت إشراف فريق المشروع، وتُعد امتدادًا للرؤية الشاملة للعدالة التصالحية التي “لا تتوقف عند الصلح الورقي، بل تمتد لتمكين الأُسر نفسيًا وقانونيًا”، بحسب تصريح منسقة المبادرة.
مبادرة قابلة للتكرار في مناطق يمنية أخرى.
تمثل هذه التجربة نموذجًا فريدًا للعدالة التصالحية الميدانية التي تراعي السياق المحلي، وتُشرك كافة الأطراف، لا سيما الفئات المهمشة التي غالبًا ما تُستبعد من مسارات العدالة التقليدية.
وأكد القائمون على المبادرة أن نجاح تجربة بني شيبة يفتح الباب لتطبيق النموذج في مناطق يمنية أخرى تشهد توترات أو قضايا ثأر مزمنة.
عن المبادرة..
أُطلقت مبادرة العدالة التصالحية في الشمايتين في مطلع شهر يونيو 2025، ضمن مشروع SPARK، بهدف تعزيز العدالة التصالحية من خلال ثقافة الاعتراف، الحوار، والتعافي الجماعي، من خلال جلسات حوارية مجتمعية، دعم نفسي، وتمكين قانوني للأطراف المتأثرة بالنزاعات، خصوصًا من الفئات المهمشة والمهمّشة صوتهم في الأطر التقليدية للعدالة.









