بيان رابطة أمهات المختطفين تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية

في اليوم العالمي للصحة النفسية، نسلط الضوء على الانتهاكات النفسية الجسيمة التي يتعرض لها أبناؤنا المختطفون، والذين يعيشون تحت وطأة تعذيب نفسي ممنهج يتركهم في حالة نفسية مأساوية، من خلال أساليب تعذيب قاسية في سجون جماعة الحوثي وكافة أطراف الصراع الأخرى، ومنها احتجازهم في زنازين انفرادية لفترات طويلة، وتهديدهم المستمر بالقتل أو بإلحاق الأذى بأسرهم، والبعض منهم يُحتجز مع أشخاص يعانون من اضطرابات عقلية، أو يُعزل في زنازين مظلمة لشهور متتالية، مما يزيد من معاناتهم.

“حلمي محمود حميدان” الذي يبلغ من العمر 27 عاماً أحد أبنائنا المختطفين منذ عام 2020 في سجن الأمن المركزي بصنعاء، مثال صارخ على المعاناة النفسية التي يعيشها المختطفون فبسبب إطالة أمد الاحتجاز والتعذيب الممنهج نفسياً وجسدياً دخل في حالة نفسية شديدة السوء بسبب التعذيب اليومي، حلمي يعيش في صمت تام، غير قادر على الكلام نتيجة الصدمات النفسية المتكررة التي عايشها خلال سنوات احتجازه المستمرة، إذ تناشد أسرة حلمي لإنقاذه قبل فوات الأوان والضغط للإفراج عنه دون قيدٍ أو شرط وسرعة تلقيه للعلاج المناسب.

إننا في رابطة أمهات المختطفين نؤكد أن هذه المعاناة لاتقتصر على المختطفين فقط، بل تمتد إلى أسرهم، الذين يعيشون في خوف وقلق دائمين على مصير أحبائهم، فالعديد من الأسر يعانون من اضطرابات نفسية مثل الصدمات، الاكتئاب، والتوتر المستمر نتيجة عدم معرفتهم بمصير أبنائهم وخوفهم من فقدانهم خاصة الأطفال تجاه آبائهم.

كما أننا في رابطة أمهات المختطفين شاهدين حقيقيين على الآثار النفسية التي تظهر على ضحايا الاختطاف سواء الذين مازالوا مختطفين من خلال شهادات أهاليهم أو الناجين منهم، ومن تلك الآثار العزلة، والخوف الشديد، والقلق من الأماكن المغلقة، واضطرابات النوم، وعدم الشعور بالأمان، وهذه الأعراض ليست إلا غيضاً من فيض الألم النفسي الذي يعيشه المختطفون يومياً.

إننا ندين بشدة مايتعرض له أبناؤنا المختطفون والمخفيون قسراً والمعتقلون تعسفاً، من انتهاكات جسيمة دون محاسبة مرتكبيها، وإننا نحمل المسؤولية الكاملة عن حياة أبنائنا المختطفين وسلامتهم جهات الاختطاف من جميع الأطراف في جميع السجون.

في هذا اليوم، نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات المروعة، وضمان تقديم الدعم النفسي اللازم للمختطفين وأسرهم. لا يمكن تحقيق الصحة النفسية والكرامة الإنسانية إلا عندما يتوقف هذا العنف النفسي الممنهج ضد أبنائنا الأبرياء.

صادر عن رابطة أمهات المختطفين
الخميس 10/أكتوبر/2024