تزامنا مع اختتام انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان ال “36” بجنيف ننوه إلى أن معاناة أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً داخل سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة الذين أخذوا من بيوتهم ومقار أعمالهم بدون وجه حق مستمرة حيث التعذيب والتجويع الممنهج كما يحدث في سجن حنيش بالحديدة حيث تخفي جماعة الحوثي وصالح المسلحة العشرات من المختطفين وتحرمهم الماء والطعام مما أصابهم بسوء تغذية حاد وهزال شديد كما تمنعهم الدواء في تجاوز صارخ لكل الحقوق الإنسانية.
ومنذ مطلع العام 2017 رصدت الرابطة “512” حالة إخفاء قسري لم تستطع فيها الأمهات زيارة أبنائهن في سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة أو الإطمئنان على حياتهم وصحتهم، في حين كان عدد القتلى تحت التعذيب والتصفية الجسدية “22” مختطفاً في نفس المدة الزمنية؛ وسط صمت المنظمات الحقوقية والإنسانية، فكان الحزن والخوف رفيقهن.
ولقد تلقت والدة “علي أبكر شامي” شاب صياد في مدينة الحديدة نبأ وفاته تحت التعذيب بعد اختطافه من قبل جماعة الحوثي وصالح المسلحة واخفائه ثم تعذيبه حتى الموت بصدمة كبيرة، ولم تتقبل ذلك الخبر فكيف بأم تودع ابنها سليماً معافى أن تراه صريعاً قد عانى الموت وحيداً مقيداً دون رحمة أوشفقة؟!
وتفاقمت تلك المعاناة حتى وصلت إلى أبعد مدى حين قام مسلحو جماعة الحوثي وصالح بضرب والد المختطف “محمد السودي” أمام أبواب سجن الأمن السياسي بصنعاء حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو يحاول زيارة ولده القابع خلف القضبان حاملاً له الهدايا.
ومايزال “20” صحفياً مختطفاً يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي كما تحرم عائلاتهم من زياراتهم وتعود أمهاتهم وآباءهم من أمام أبواب السجن بالحزن والمرض بعد منعهم من اللقاء بهم، في عالم يتنافس في تكريم الصحفي وكلمته الحرة يبقى هؤلاء الصحفيون محرمون من الحرية منذ عامين وقد أغلقت عدسات كاميراتهم ومعها اختفى لون الحياة من أعين أمهاتهم في انتظار طويل لأحرار العالم وصحفييه.
كما يتعرض ٣٦ مختطفاً إلى المحاكمة في المحكمة الجزائية في صنعاء وهي محكمة استثنائية، تم اختطافهم من بيوتهم وأماكن أعمالهم بدون مسوغ قانوني، وتم إخفاؤهم لعدة شهور، وتعريضهم للتعذيب الشديد، وتصويرهم والتشهير بهم في إدانات مسبقة، والاستمرار في تعذيبهم، وتجويعهم وحرمانهم من المياه مع استمرار المحاكمات، وحرمانهم من اللقاء بالمحامين.. في مخالفة مستمرة للقانون وانتهاك كبير لحقوقهم الإنسانية.
إننا هنا أمهات المختطفين ومن أمام مكتب الأمم المتحدة بمحافظة الحديدة نطالب مجلس حقوق الإنسان رئيساً وأعضاء ومنظمات بمساندتنا ومناصرتنا في قضية أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً فهي قضية عادلة ينال الشرف المدافعون عنها، ونتقدم لهم بمطالب نرجو منهم أن يخدموا قضية أبنائنا من خلالها والسعي لإنقاذهم:
– إطلاق سراح أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً عبر وسائلكم الحقوقية والقانونية المختلفة والتي تستندون فيها إلى إنسانيتكم كما تستندون فيها إلى قرارات مجلس الأمن في شأن اليمن.
– ضمان سلامة أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً في الضغط الكافي للسماح للمنظمات المحلية والدولية المختلفة بزيارة السجون الرسمية وغير الرسمية دون استثناء والاستماع لأبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً وتمكينهم من حقوقهم الإنسانية الكاملة.
– منع وإيقاف الإبتزاز السياسي الذي يربط حرية أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً بالمسار السياسي طويل الأمد مما يُفني حياتنا وحقوق أبنائنا في الترقب والانتظار.
– العمل على المحاسبة القانونية والمعاقبة القضائية للجهات التي تقوم باختطاف أبنائنا وتشرف على السجون في هذه المرحلة كإجراء صارم لمنع الاختطاف والإخفاء القسري حيث مازالت الاختطافات مستمرة.
– حمايتنا أمهات المختطفين والمخفيين قسراً من الاعتداء أثناء الوقفات السلمية في كل المحافظات و المطالبة بحقوق أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً حيث يتم الاعتداء علينا بالضرب والشتم أو محاصرتنا بالمجاميع المسلحة، وكذلك أثناء نضالنا المستمر في بحثنا المضني عن أبنائنا المخفيين قسراً وفي زياراتنا لأبنائنا المختطفين.
ونؤكد في نهاية بياننا هذا أننا سنظل نطالب ونناضل حتى ينال جميع أبناؤنا المختطفون والمخفيون قسراً حريتهم الكاملة وسنظل نسعى حتى يطلق سراحهم دون قيد أو شرط.
صادر عن رابطة أمهات المختطفين..
الخميس.. 28/ سبتمبر/ 2017
#أم_المختطف
#abductees_mother
#حرية_ولدي_أولا