جلسة بؤرية في قرية الصراري تمهّد لمسار عملي لمبادرة تصالحية نحو التعايش والسلام

انطلقت جلسة بؤرية ضمن مبادرة العدالة التصالحية في عزلة ذي البرح مديرية صبر الموادم بمشاركة فاعلين محليين وممثلي مجتمع مدني وتربويين وشخصيات اجتماعية ووجاهات وشيوخ ، ركّزت على الاستماع المتبادل لطرفي النزاع في العزلة وفهم جذور المشكلة ، وصياغة حلول عملية لتعزيز التعايش وجبر الضرر في المناطق المتأثرة بالنزاع.

افتتاح.. وإطار عام
رحّب المنسقون من رابطة أمهات المختطفين بالمشاركين مؤكدين أن الحرب خلّفت تفككًا اجتماعيًا واتساعًا في بؤر الخلاف، وأن المبادرة تهدف إلى اللقاء والاستماع وتقديم مقترحات واقعية تمهّد لتفاهمات مجتمعية أوسع. واتُّفق على أن مناقشة القضايا علنًا شرطٌ لازم لإيجاد حلول مستدامة، وصولًا إلى سلام إيجابي قائم على التنمية ومعالجة آثار الانتهاكات.

قضايا واحتياجات على الأرض

سرد المشاركون صورة ميدانية لاحتياجات عاجلة في مناطق متضررة وشبه معزولة؛ شملت نقص الخدمات الصحية ووعورة الطرق وغياب المرافق التعليمية، مع الإشارة إلى قرى مثل الصراري و البرح النيداني التي تضررت بفعل النزاع والنزوح. وطُرحت شكاوى تتعلق بقضايا أراضٍ وممتلكات ونزاعات اجتماعية تراكمت مع ضعف حضور الدولة.
أحد المشاركين شدد على انه “لا سلام حقيقيًا دون حلول مشتركة تراعي الشباب والنساء وكل الفئات، وتبدأ بتطبيع الحياة عبر خدمات أساسية وأمن غذائي وتعليم وصحة.”

تحليل النزاعات: من الفهم إلى الخدمة

شدّد الفريق على ضرورة دراسة جذور النزاعات—الكبيرة منها والصغيرة—قبل تقديم أي خدمة، لتجنّب أن تتحول التدخلات إلى محرك نزاع جديد. وجرى التأكيد على أن أي خدمة ينبغي أن تراعي السياق المحلي وحساسية العلاقات داخل العزلات، مع إشراك القيادات المجتمعية والنساء والشباب.

مخرجات أولية وخطوات تالية

خرجت الجلسة بحزمة توصيات عملية، أبرزها إعداد مسحٍ شامل للأضرار والاحتياجات في المناطق المتأثرة، مع أولوية للصحة والتعليم والطرق والأمن الغذائي.
بالاضافة الى تشكيل شبكة دعم قانوني لمنازعات الأراضي والممتلكات، وتبنّي مبادرة لتوكيل محامين للفئات غير القادرة.
بالاضافة الى وضع خطة تواصل وإعلام مجتمعي لتصحيح الصور النمطية عن القرى المصنَّفة بؤر توتر، وإبراز جاهزيتها للسلام ، وإشراك منهجي للشباب والنساء في بلورة الحلول ومتابعة تنفيذها، عبر مجالس آباء/أمهات وروابط مجتمعية.

كما دعت المبادرة السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية والتنموية إلى التكامل والتنسيق مع المجتمع، وإيصال الخدمات إلى المناطق الوعرة، وإنشاء وحدات صحية ومدرسية مؤقتة حيث يلزم، والشروع في إعادة التأهيل المادي والنفسي للمجتمعات، بما يمكّنها من عبور مرحلة ما بعد النزاع.

الجدير ذكره ان المبادرة هي احد انشطة مشروع SPARK الذي تنفذه رابطة امهات المختطفين بالشراكة مع منظمة سام للحقوق والحريات وبدعم من معهد دي تي .