حكايا غيبتها السجون

بعد عام وشهور راء “حمدي ابو الغيث” ضوء الشمس وقد تيبست عليه جراحه الغائرة، بعد أن قام مسلحو الحوثي بخرم أنفه بإبر الخياطة وضربه بلوح خشب على وجهه وبطنه وقدميه وأفرغوا إبرة أدوية بداخل وريده دون معرفة المادة المحقونة فيها.
كل هذه العذابات تلقها الشاب التهامي “حمدي” البالغ من العمر “٣٨” سنه، في أمن المنطقة بالحديدة على يد جلادي جماعة الحوثي التي انسلخت من إنسانيتها.

وبعد مرور الأيام والجروح الرفيق الوحيد لـ”حمدي” تم نقله إلى سجن كان مبناً لجمعية خيرية تمدت فيها يد العون للناس، حولها الحوثي إلى زنازين تُنتهك فيها أدمية الإنسان ويصب عليه فيها صنوف العذاب، إنه سجن “مبني مؤسسة الغيث الخيرية” في الحديدة، حيث باشروه بفتح الجراح التي لم تلتأم بعد، وبدأت ساعات التعذيب كانت الدقائق فيها كألف عام على جسد المختطف، هناك قام محققو السجن الجديد للجماعة الحوثية بضرب “ابو الغيث” بكيبل الكهرباء منذ منتصف الليل إلى مطلع الفجر، تناوب عليه رجلان دون كلل او ملل، حتى أغمي عليه، لإجباره على الإقرار بما يُملى عليه من قبل المحقق اللاإنساني.

 

وبعد أن تشبع جسد الرجل تم نقله إلى إحدى المزارع التي تعرضت لقصف طائرات التحالف فاستشهدوا أربعة من رفاقه ونجا هو، مضرجا بجراحه التي أضيفت إلى جروح التعذيب، ولأن الانسانية قد ماتت في قلوب المحققين لم يُسعف الجريح المعذب، بل وضع في ثلاجة سمك محكمة الإغلاق معدومة التهوية، كنوع من عذابٌ أخر.

وبعدها نقل إلى المستشفى ليوماً واحداً فقط ثم أعادوا احتجازه في مكان آخر معرض للقصف، وتم قصفه ونجا “ابو الغيث” للمرة الثانية.
ظل أبو الغيث عاماً كاملا مقيد الأرجل وممنوع من الاتصال بأهله لا يرى ضوء الشمس، في زنزانة محكمة الإغلاق بدرجة حرارة مرتفعة، قوته طعام متعفن وبكميات قليلة للغاية، محروم من دورة المياه، مما اضطر هو ورفاقه إلى التبول وقضاء الحاجة في نفس الزنزانة.