رسالة من رابطة أمهات المختطفين إلى أعضاء وفد الحكومة وجماعة الحوثي

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة أعضاء وفد الحكومة الشرعية في اجتماع سويسرا بشأن ملف المختطفين
الإخوة أعضاء وفد جماعة الحوثي في اجتماع سويسرا بشأن ملف المختطفين

نرسل إليكم خالص التحايا والأمنيات..

تكاد أن تنصرم سنتان منذ توقيع اتفاق استوكهولم (اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمخفيين قسراً والموضوعين تحت الإقامة الجبرية) الذي استند على مبادئ أولها إطلاق سراحهم لدى جميع الأطراف بدون استثناءات أو شروط بهدف حل القضية بشكل كامل ونهائي وما كان على أرض الواقع مختلف تماما.
فقد رصدت الرابطة خلال العام 2019 تعرض (1326) مدني للاختطاف والاعتقال والإخفاء القسري من قبل جماعة الحوثي، و(14) مدني من قبل الحكومة الشرعية، ورصدت تعرض (704) مختطف للتعذيب وسوء المعاملة في سجون تتبع جماعة الحوثي، (26) معتقل في سجون تتبع الحكومة الشرعية، كما أحالت جماعة الحوثي (57) مختطفاً للمحاكمة وأصدرت المحكمة الجزائية بصنعاء أحكاماً بالاعدام على (47) مدنياً مختطفاً على خلفية الحرب.

وتركتم المختطفين والمعتقلين عرضة لمزيد من الانتهاكات في مقدمتها الإعتداء على حقهم في الحياة، فتوفي في العام 2019 لوحده (20) مختطف في سجون تتبع جماعة الحوثي، وقتل (137) مختطفاً تحت قصف طيران التحالف على مركز الاحتجاز في مبنى كلية المجتمع بذمار.

إن هذه الانتهاكات هي كل ماعشناه ونعيشه على أرض الواقع، وقد بدا اتفاق السويد للضحايا عبئاً إضافياً يطيل من فترة احتجازهم.

أيها المحترمون

عصفت باليمن جائحة كورونا، وأغرقتها السيول، وأنتم على تعنتكم باقون وعلى مواقفكم اللإنسانية ثابتون بل تركتم المخفيين قسراً في مهب الريح وجعلتم من اطمئنان عائلاتهم عليهم أمراً مستحيلاً ومارستم ضغوطاً على عشرات الضحايا بمنعهم من التواصل مع عائلاتهم، لتنجزوا اتفاقات للتبادل على شروطكم تُسلب فيها الحقوق ويُنفى فيها الضحايا.

لقد حاولنا خلال الفترة الماضية مع العديد من المتضامنات والمتضامنين أن نضع اقتراحات لتتجاوزوا بها العقبات وتتغلبوا على التحديات التي تمنع تنفيذ الاتفاق ولم نتلقَ إلا الرفض.

واليوم ها أنتم أمام الاتفاق مرة أخرى وقوائم المختطفين والمعتقلين والمخفيين على طاولاتكم، ونحن مازلنا على أرض الواقع نعيش الوجع ونواجه الانتهاكات لم نستسلم لليأس، ونذكركم بالمئات من أبنائنا المدنيين المختطفين والمعتقلين والمخفيين، ونطالبكم بالآتي:

1-إطلاق سراح المختطفين والمعتقلين والمخفيين الذين أقدمتم على اختطافهم على خلفية الحرب وبدون مسوغ قانوني، فالحرية حقهم الأصيل، وإطلاق سراحهم إلتزام أخلاقي ووطني وواجب قانوني؛ لبناء الثقة بينكم وبين أبناء الوطن أولاً، والمضي نحو سلام عادل وشامل.

2-رد الاعتبار والتعويض لضحايا الاختطاف والاعتقال والاخفاء والتعذيب.
3-إيقاف الاختطاف والاعتقال والاخفاء، فلم ولن تكون الشجاعة والوطنية يوماً ما في استباحة حرية وكرامة الانسان اليمني.
4-إغلاق السجون السرية وغير الرسمية.

مئات اليمنيين ضحايا للاختطاف والاعتقال والاخفاء القسري ومن خلفهم الآلاف من عائلاتهم يستبقون جزءاً أخيراً من الأمل المعقود عليكم وعلى حسن نواياكم في تحقيق السلام، فلا تجعلوا من هذا الاجتماع جولة أخرى للمشاورات بل ابدأوا بتنفيذ الإتفاق وتبييض السجون وأماكن الاحتجاز بإطلاق شامل وكامل لكل المختطفين والمعتقلين والمخفيين على خلفية الحرب.

دعاؤنا لبلادنا بالخير والسلام ولجميع المختطفين والمعتقلين والمخفيين بالحرية والأمان.

رابطة أمهات المختطفين
صنعاء 17 سبتمبر 2020م