شهادات مروعة في جلسة استماع لرابطة أمهات المختطفين وإشهار فيلم “زنزانة الموت”

تزامنا مع اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري 30 أغسطس، نفذت رابطة أمهات المختطفين مساء اليوم الخميس جلسة استماع لاثنين من الناجين من سجون جماعة الحوثي واللذين كانا شاهدين على وفاة بعض زملائهما في المعتقل، وفي الجلسة التي بدئت بعرض فيلم حقوقي أنتجته الرابطة بعنوان “زنزانة الموت” والذي يكشف جانباً من الانتهاكات التي تقع بحق المعتقلين في أماكن الاحتجاز والتي أودت بحياة كثير منهم جراء التعذيب، حيث تناول الفيلم قصة المختطف مسعود يحيى مسعدة (البكيلي) من محافظة حجة والذي توفي تحت التعذيب في العام 2017 في معتقل الأمن والمخابرات بصنعاء، وقد استعرض الفيلم شهادات بعض الناجين الذين كانوا شهودا على وفاته، إلى جانب بعض المشاهد التمثيلية التي جسدت معاناة المختطفين في السجون.

وخلال الجلسة التي حضرها عدد من النشطاء والناجين وممثلين عن المنظمات الحقوقية، تحدث المحامي “عبد الملك منصور” أحد الناجين من معتقل الصالح بمحافظة تعز عن اختطافه من أحد المطاعم أمام زوجته وأطفاله واقتياده إلى معتقل الصالح الذي كان يفتقر لأدنى مقومات الحياة الطبيعية، كما تحدث المحامي “منصور” عن زميليه في المعتقل “عبده صالح صويلح” و ” إبراهيم مهيوب الصلاحي” واللذين توفيا بسبب الإهمال الطبي الذي تنتهجه إدارة معتقل الصالح، ناهيك عن التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الزيارات والتواصل مع العالم الخارجي، وفي ختام حديثه أكد المحامي عبد الملك منصور على حق العدالة والإنصاف للضحايا وحقهم في المطالبة بمساءلة الجناة وإيقاع العقاب على المتورطين بجرائم الاختطاف والتعذيب في السجون والمعتقلات.

كما تحدث الأستاذ “محمد ردوه” وهو أكاديمي وشاعر وأديب من محافظة حجة أنه تعرض للاعتقال أثناء ما كان يستعد لحفل زفاف ابنه البكر وابنته في اليوم التالي، وتم اقتياده إلى سجن سري ثم نقل إلى سجن هبرة الاحتياطي وهناك شهد وفاة المعتقل “أحمد صالح الوهاشي” تحت التعذيب، ثم تم نقله إلى السجن المركزي بصنعاء وقد أصيب بوعكة صحية استدعت نقله إلى الوحدة الصحية في السجن وهناك ظل مدة 17 يوما رفقة زميله “خالد الحيث” الذي كان يعاني من التهابات في الكبد ولم يتلقَ الرعاية الطبية اللازمة لمثل حالته ففارق الحياة، كما تحدث الأستاذ محمد عن معاناة الناجين بسبب انتهاج التبادل و التهجير القسري لمن يتم إطلاق سراحهم

وأشاد “ردوه” بدور الرابطة في رعاية أسر المختطفين ومتابعة قضاياهم أثناء الاحتجاز وهو ما يدفعه وكثير من الناجين إلى مشاركة قصصهم في أماكن الاحتجاز وما تعرضوا له من انتهاكات لتوثيقها وإيصال أصوات معاناتهم .

وشارك الحاضرين بعدد من المداخلات حول الاختفاء القسري وما يتعرض له المعتقل من معاناة إلى جوار عائلاتهم التي تظل تبحث عنهم لأشهر طويلة بل وتمتد لسنوات في كثير من الحالات وتتعرض للابتزاز المالي والنفسي مقابل الحصول على معلومات عن أماكن وجود أبنائها.

وأكدت رابطة أمهات المختطفين خلال الجلسة على مواصلة سعيها الحثيث للكشف عن الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين لدى كافة الأطراف ومطالبتها المستمرة بالعدالة والإنصاف لضحايا الاختطاف والاختفاء القسري ومساءلة الجناة ومناهضة الإفلات من العقاب لكل من تورطوا بتلك الجرائم.