غياب المختطفين.. يثقل كاهل الزوجات ويزيد معاناة الأبناء

اختطاف الجماعات المسلحة والتشكيلات العسكرية للمواطنين المدنيين يشكل معاناة حقيقية لأسرهم، فالغياب المفاجئ، والاختفاء القسري لفترات طويلة تسبب في صدمة نفسية لكثير من أفراد وأقارب المختطفين.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة دخلت معظم العائلات تحت خط الفقر بعد أن تحملت زوجات المختطفين أعباء الحياة وتضاعفت معاناة الأطفال، بدءاً من حرمانهم من حق وجود آبائهم الذين كانوا يعملون على توفير متطلبات أسرهم.

رابطة أمهات المختطفين التقت بعدد من تلك العائلات التي ما زالت تعاني من أعباء اختفاء عائلهم، لإيصال صوتهم للمجتمع الدولي والمحلي.

(أ.غ) تقول” أختطف زوجي في منتصف عام 2015 وتعرض للإخفاء القسري والتعذيب، حاولنا البحث عنه ولكن دون جدوى، عانيت الكثير في غيابه، تراكمت علينا ديون إيجار المنزل ومصاريف الأولاد ومدارسهم، فاضطررت للخروج والبحث عن عمل رغم أن طفلي كان ما يزال رضيعاً، لكنني
اضطررت لتركه عند والدتي من أجل العمل في إحدى المدارس براتب زهيد، لم أعد أستطع الاهتمام بنفسي أو بأبنائي، فإذا مرض أحدهم ذهبت إلى الصيدلية، إذ لا يمكنني عرضهم على طبيب بسبب الغلاء، ولا يزال زوجي في السجن دون أن توجه له أي تهمة أو يقدم للعرض على النيابة أو المحاكمة.

و (أ.م) زوجة أحد المختطفين تقول “في أكتوبر من العام 2015 اختُطف زوجي ولم أتحمل سماع ذلك الخبر، أصبت بانهيار عصبي وظللت في المستشفى لمدة أسبوع، مرت الأيام بطيئة كئيبة لا نعرف أين تم احتجازه، وهل ما زال على قيد الحياة أم لا؟ ومر العيد الأول لنا في غيابه ولم أستطع شراء الملابس الجديدة للأولاد، حتى قرر ابني الأكبر ترك دراسته، ليعمل على دراجة نارية لكي يعولنا منها بعد أن بعت كل ما لدي من حلي وبعض أثاث المنزل، ولأن زوجي محتجز في صنعاء ونحن في حجة فلا نستطيع زيارته إلا كل ثلاثة أشهر مرة واحدة فقط بسبب تكاليف المواصلات.

(ح.ر) تذكر معاناتها وحالة التشرد بعد غياب زوجها “أصبت بالذهول ولم أستوعب خبر اختطاف زوجي خاصة أن لدي خمسة أبناء ولم يسبق لزوجي أن غاب، بدأت أشعر بثقل المسؤولية بسبب إيجار المنزل ورسوم المدارس ومصاريف البيت، فساءت حالتي النفسية وبدأت أعاني الكثير من الأمراض، وكلما عرضت حالتي على طبيب يخلص إلى أن ذلك بسبب التوتر والقلق، صرت أقضي معظم وقتي في بيت
أخي مع أولادي بعدما أصرت والدتي على ذلك بسبب ما أعانيه، لكنني اضطررت للعودة إلى منزلي من أجل أبنائي، رغم أني في كثير من الأحيان أشعر أني في دوامة ولا أستطيع تحمل كل ذلك.

وبسبب ما تعانيه أسر المختطفين والمخفيين قسراً فإن رابطة أمهات المختطفين منذ نشأتها وعبر وقفاتها الاحتجاجية وبياناتها تطالب الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية والمجتمع
الدولي ببذل مزيد من الجهود والعمل للإفراج عن جميع المختطفين من كافة السجون.