نفذت رابطة أمهات المختطفين ورشة نقاش لقضايا المخفيين قسرا، تزامناً مع اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري بتمويل من المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن، تناولت خلالها عددا من المحاور أبرزها القوانين الدولية والمحلية المتعلقة بالاختفاء القسري والتحديات التي يواجهها المخفيين وسبل المساعدة، والآثار النفسية والاجتماعية على الضحايا والعائلات والمجتمع إلى جانب عرض فيلمها الحقوقي “زنزانة الموت”.
وفي الورشة تحدثت الأستاذة صباح مديرة فرع الرابطة بمحافظة مأرب عن أهمية اليوم العالمي للاختفاء القسري، لنقل معاناة المخفيين وما يترتب على عملية الإخفاء من آثار نفسية على المختطفين وعائلاتهم، وما يتعرضون له من تمييز اجتماعي يحرمهم المساعدات الإنسانية والقانونية تسبب لهم في مشاكل إثبات الهوية، وعرضت على الحاضرين فيلم زنزانة الموت، الذي يحكي قصة اختطاف مسعود البكيلي من قبل جماعة الحوثي في 12/يوليو/2016 من قرية قمبر_ مديرية المير بمحافظة حجة، حيث تم إخفاؤه قسريا ولم تعرف عائلته سبب أو مكان إخفائه؛ وتعرض للتعذيب في سجن الأمن السياسي بصنعاء حتى توفى في 23/7/2024
وتناولت المحور الأول للورشة المحامية رفيدة الضبياني حول القوانين الدولية والمحلية التي تجرم عملية الاختفاء والاختطاف والاحتجاز التعسفي والتعذيب الذي يتعرضون له، وأكدت على ضرورة تفعيل هذه القوانين لحماية المدنيين المختطفين من الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وتحدثت الدكتورة زمزم عن الآثار النفسية على المخفيين وعائلاتهم والمجتمع بشكل عام، فقد يصاب المخفي بصدمات نفسية أو قلق وكوابيس ونوبات هلع وضعف ذاكرة أو فقدها جراء التعذيب الذي تعرض له.
وعبر الأستاذ مهدي أبو الغيث مندوب المفوضية عن حزنه لوجود أعداد كبيرة من المخفيين قسرا، وأكد استعداد المفوضية لاستقبال الملاحظات والمقترحات التي من شأنها أن تصب في صالح المخفيين ورفعها إلى الأمم المتحدة.
وتحدثت جميلة ربيان زوجة أحد المخفيين حول قصة إخفاء زوجها، الذي ذهب ليحضر لها أدوية وهي تعاني آلام الولادة ولم يعد، وتم إخفاؤه ولم يطلعوا عائلته عن مكانه أو التواصل معه، كما تعرضوا لعملية الابتزاز من قبل جماعة الحوثي بدفع مبالغ لإخبارهم عن مكانه، ولم يتم الكشف عن مكان تواجده أو عن حالته الصحية.
وطرح المشاركين مداخلاتهم المتنوعة وخلصت الورشة إلى عدد من التوصيات منها:
● عمل مراكز دعم نفسي متكاملة بوجود مصحة نفسية
● أن تظل قضية المخفيين والمختطفين قيد التفاعل، وعدم الاكتفاء بإحياء المناسبات العالمية
● التواصل مع الإعلام العالمي وإيصال قضية المختطفين لإيجاد بعد دولي للقضية
● تفعيل القوانين لحماية المخفيين والمختطفين
● إعداد ملفات قانونية عن قضايا المخفيين والمختطفين وتقديمها للمحاكم الدولية
● الدعم المادي والمعنوي لأسر المخفيين والمختطفين
● تبني أسر المخفيين ويكون لهم الأولوية في الخدمات التعليمية والصحية
● منح أسر المخفيين والمختطفين فرص التدريب والتأهيل في البرامج المدرة للدخل والتنمية المستدامة
● الاهتمام بالمخفيين والمختطفين الخارجين من السجون وتأهيلهم نفسيا وإعادة دمجهم في المجتمع
● عمل شبكة لمتابعة تنفيذ مخرجات مثل هذه الورشات