إلى أمهات المختطفين

إلى أمهات المختطفين في عدن وصنعاء ..

صلاة

الفجر بامرأةٍ كالشمس يكتملُ
إذا انحنى لكلاب العتمة الرجلُ

كما ترى أيها المخطوف من دمنا
حزن النّسا حول خطّافيك يشتعلُ

تنسى الرجولة في وجه الأسى فمها
مادام في بيتها للقهر مُمتثلُ

يا صاحبي ضاقت الرؤيا بصاحبها
كما تضيق على أحرارها الدّوَلُ

لا حامل الخبز مأمونٌ على بلدي
و لا الذي من بقايا ربه ثملُ

حسبي من الحب موّالٌ على شفتي
يمتصمني حين ينسى طعمه العسلُ

الأمّهات غناءٌ في حناجرنا
لا تمّحي لحظةٌ منهنّ أو أزلُ

الغارسات منانا في طفولتنا
والحارسات عنانا حين نكتهلُ

الله فيهن أوطاناً تليق بنا
فلا تضيق على أحلامنا السبلُ

الأمهات اللواتي كل واحدةٍ
لو قلت بالشعب، لا يرقى ولا يصلُ

يسيل من كل ثقبٍ رفض نسوتنا
و الشعب يلبسه الماضي و ينتعلُ

الثائرات وفرسان القبيلة في
وَحْلِ الشوارع لا ثأرٌ و لا خجلُ

الأمهات كثيراتٌ على لغتي
ولا يجوز هنا التشبيه والمَثلُ

أمي التي الآن تمشي في مخيلتي
كأنها جبلٌ من فوقه جبلُ

فديت قلبك يا أمي التي احتملتْ
مالا تطيق مجازاتي و تحتملُ

يا قوتي حين يستقوي الظلام على
ظلّي ويجرح مرآتي فتندملُ

صلاة قلبك من حولي ملائكةً
ترتب الآن أوراقي وتبتهلُ

أنا فدالك لا تبكي على بطلٍ
في كل دمعة حزنٍ يُقتَل البطلُ

لا تجرحي بغيابي زهر لوزتنا
إن الزهور على أغصانها رُسُلُ

ولا تردي أمام الريح نافذتي
فالريح تحمل ذكرانا وتنتقلُ

قد تصبحين على روحي و رائحتي
و يستريح على أكتافنا الأملُ

كطائرٍ أتمشى ملء حريتي
و خاطف النور مخطوفٌ و معتقلُ

يخاف خانق صوتي من أصابعه
وينتشي وبه من صمتنا وَجَلُ

فديت قلبك يا أمي أنا معكم
بكل زاوية في البيت متصلُ

هذا هنا موعدٌ أجلت رغبته
وهذه صورةٌ في العطر تغتسلُ

على السطوح هديلٌ ساخنٌ و غدٌ
وبين زرع الأماني يلعب الحَجلُ

وقهوة الصبح في الفنجان نائمةٌ
كجدةٍ بمزاجٍ ليس يعتدلُ

في دفتر الشعر ما زالت مراهقةٌ
تدعو إلى ثورة أخرى و تكتحلُ

إنّ البلادي بلادي لا أرى أحدا
بغير حب بلادي سوف يكتملُ

#حرية_ولدي_أولا
#abductees_mother
#اخرجوا_عيالنا