النفي والتهجير بمسمى التبادل… مأساة المختطفين المفرج عنهم

تواصل جماعة الحوثي المسلحة اختطاف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها بدعوى أنهم معارضين لها وتزج بهم في سجونها لفترة طويلة قد تتعدى العامين وأكثر، يتعرضون خلالها للتعذيب والإخفاء القسري، ويتعرض ذويهم للابتزاز المالي والنفسي، وبعد ذلك تقوم الجماعة بالتفاوض حول الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن أسراهم في جبهات الحرب، ويتم مبادلة مختطف مدني بأسير حرب.

رصدت رابطة أمهات المختطفين خلال العام المنصرم (189) حالة تبادل لمختطفين مدنيين مقابل أسرى جبهات القتال، وينتج عن ذلك تشرد عشرات المختطفين المفرج عنهم بصفقات تبادل، حيث يعيشون حياة النزوح في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الشرعية أوخارج البلاد، بعد أن قضوا في سجون جماعة الحوثي فترات طويلة قد تصل إلى ثلاثة أعوام دون مسوغ قانوني، وكذا حرمانهم من العيش مع أسرهم وأصدقائهم كما ترتب على ذلك إبعادهم عن أعمالهم ووظائفهم، مما أدى إلى تدهور وضعهم المعيشي والنفسي.

ومما يزيد في معاناتهم منع أسرهم من الوصول إليهم واللقاء بهم في المناطق التي تم نفيهم إليها، ما يشكل ماساة أخرى يعاني منها المختطف وأسرته حتى بعد الإفراج عنه.