بيان لرابطة أمهات المختطفين بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم وفي ظل تفشي جائحة كورونا يطالب بإطلاق سراح جميع المدنيين المختطفين

يأتي رمضان السابع على التوالي ومازال أبناؤنا المختطفون والمعتقلون والمخفيون قسرا خلف القضبان السجون وزنازينها الموحشة، وتزداد حياتنا سوءاً وتذرف عيوننا لأوجاعهم وآلامهم ليلاً ونهاراً فلا فرحة تكتمل لنا في غيابهم.  

مايزال (633) مدنياً مختطفاً في سجون جماعة الحوثي بينهم (115) مخفي قسراً، (39) مدنياً معتقلا في سجن بئر أحمد بعدن و (38) مدنياً مخفي قسراً في سجون سرية تتبع قوات الحزام الأمني بعدن، و(23)مدنياً معتقلاً في سجون الحكومة الشرعية بينهم (2) مدنياً مخفي قسراً، و (11) مدنياً مختطفاً لدى قوات الساحل الغربي.

  مع التقارير الدولية المتتالية التي تتحدث عن تفشي فيروس كوفيد-19 في اليمن ومتابعتنا للأحداث اليومية عن الوفيات بسبب الإصابة به؛ نعيش حالة من الهلع على أبنائنا المختطفين والمعتقلين والمخفيين فبيئة السجون من خلال استماعنا لشهادات الضحايا لخمس سنوات مضت سيئة للغاية، حيث الازدحام مع انعدام للتهوية الجيدة والحرمان من التعرض للشمس، والتجويع وقلة المياه، وعدم توفير الدواء، كما وثقت (131) مدنياً مختطفاً مريضاً في سجون جماعة الحوثي، و(9) مدنياً مختطفاً لدى قوات الحزام الأمني بعدن، و(2) معتقلاً لدى الحكومة الشرعية، ومختطفاً مدنياً لدى قوات الساحل الغربي.  

 

كما أن جهات الاختطاف والاعتقال تنتهج الحرمان من الرعاية الطبية وسيلة للتعذيب والعقاب، وتترك المرضى من المختطفين والمعتقلين للموت وبالفعل رصدت رابطة أمهات المختطفين وفاة (17) مختطفاً ومعتقلاً بسبب الحرمان من الرعاية الطبية، المختطف (عبده صالح) من فئة المهمشين لم يكن يشتكي من أي مرض عضوي، وبعد سنتين من احتجازه بدأ يشتكى من ألم في صدره وظهره وقلبه وطلب إسعافه وعلاجه، لكن لم يكن هناك أية استجابة من قبل مشرفي سجن الصالح لعلاجه، وفي إحدى المرات تم إخراجه من قبل السجانين إلى أمام السجن للذهاب به إلى المشفى لكن عندما رآه مشرف السجن قال: أعيدوا هذا إلى السجن، وتدهورت صحته أكثر كان يتألم وصوته يعلو من شدة الألم، ولم يستطع النوم  وفي الصباح توفي كان ذلك في منتصف العام 2020. 

ومع كل هذه المخاطر يزيدنا وجعاً ومعاناة تعنت الأطراف اليمنية وجهات الاعتقال في إطلاق سراح المدنيين المختطفين والمعتقلين بل والاستمرار في إخفاء العشرات منهم، وفشلها المستمر في المفاوضات المتعلقة بشأن المختطفين والمعتقلين تحت مبررات غير مقبولة، والمضي بكل صلف في المزايدات السياسية والمقايضات العسكرية دون احترام للقوانين الوطنية والدولية وحقوق المدنيين، ودون مراعاة لمعاناة الضحايا وعائلاتهم الذين يتألمون كل يوم ويخسرون فرصهم في الحياة. 

 

   إننا رابطة أمهات المختطفين نوجه هذا النداء ونحن نستقبل شهر رمضان -الذي لطالما صنع اليمنيون فيه مجداً من العطاء والتسامح- إلى جميع الأطراف والجهات اليمنية التي تختطف وتعتقل وتخفي أبناءنا المدنيين أن تطلق سراحهم دون قيد وشرط. ونذكر الأطراف اليمنية التي أعلنت استعدادها للافراج عن جميع المختطفين بأن قوائم أسماء المختطفين والمعتقلين والمخفيين وأماكن احتجازهم في أدراج مكاتبكم وبين أيديكم منذ البداية فلتصدُقوا وتطلقوا سراحهم على الفور دون تعقيد أوتأجيل.

وندعو الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص والدول الراعية للسلام إلى تكثيف الضغط مع تفشي فيروس كوفيد-19 على جهات الاعتقال المتمثلة بجماعة الحوثي وقوات الحزام الأمني والحكومة الشرعية وقوات الساحل الغربي لإطلاق سراح المدنيين المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسراً. 

كما ندعو الشخصيات اليمنية ذات التأثير والوساطات المحلية وجميع أفراد المجتمع لاستثمار هذا الشهر الفضيل بالسعي الحثيث لإنقاذ أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم وأبناء مناطقهم من المدنيين المختطفين والمعتقلين والمخفيين وإطلاق سراحهم ولمّ شملهم بعائلاتهم.

 

   صادر عن رابطة أمهات المختطفين 13/إبريل/2020 

 

#حرية_ولدي_اولا