حين يغدو الموت أمنية..الشاهد الثاني (حمدي أبو الغيث) 38 عاما محافظة الحديدة

عند اختطافي (بتاريخ 1/12/2015) قاموا باحتجازي في أمن المنطقة وهناك أدخلوني في غرفة مظلمة وربطوا على عيوني ثم أدخلوا في أنفي إبرتي خياطة عن اليمين وعن اليسار حتى خرجت الإبر من الجانبين واستمرت لعدة ساعات ثم قاموا بضربي بخشبة على وجهي وبطني وقدمي حتى سالت الدماء من وجهي وسائر أجزاء جسمي ورفضوا إسعافي كما أفرغوا مادة مجهولة في وريدي عن طريق إبرة.

 

ثم نقلوني إلى معتقل آخر(مبنى مؤسسة الغيث الخيرية) وهناك قاموا بضربي بكيبل الكهرباء من الساعة الثانية عشر ليلا الى الساعة الخامسة فجرا ضرب مزدوج من قبل شخصين حتى أغمي علي يريدون مني الاعتراف بأشياء لم أقم بها ولا أعرف عنها شيء.

 

ثم نقلوني الى إحدى المزارع و تم قصف طائرات التحالف لتلك المزرعة فاستشهدوا أربعة منا وكنت ضمن الجرحى فنقلونا في ثلاجة سمك محكمة الإغلاق وأغلقوا علينا الباب حتى كدنا نموت من انعدام التهوية وألم الجراح ولم نلبث في المستشفى إلا يوما واحدا فقط ثم أعادوا احتجازنا في مكان آخر معرض للقصف ـ وما زالت دماؤنا تنزف من أجسادنا ـ وبالفعل تم قصفه ونجونا للمرة الثانية.

 

ظللنا لمدة عام ونحن مقيدي الأرجل وممنوعين من الاتصال والتواصل بأهلينا وممنوعين أيضا من التعرض للشمس وكانوا يغلقون الأبواب والنوافذ علينا رغم حرارة الجو المرتفعة وكان الطعام الذي يقدم إلينا متعفن وبكميات قليلة للغاية، ولم يكن يسمح لنا بالخروج إلى دورة المياه مما يضطرنا للتبول وقضاء الحاجة في نفس الغرفة.