حين يغدو الموت أمنية..الشاهد السابع عشر أ.م.ر (30 عاماً) الحديدة

كنت أشارك في وقفة احتجاجية نظمتها رابطة أمهات المختطفين أمام مبنى محافظة الحديدة، وقمت يومها بأخذ صور للوقفة بهاتفي المحمول، وبعد انتهاء الوقفة خرج إلينا خمسة مسلحين وطلبوا منا الدخول إلى مبنى المحافظة، لكننا شعرنا بالخوف ورفضنا الدخول، وسلمناهم بيان الوقفة لإيصاله لوكيل المحافظة، وبينما كنت في طريقي إلى البيت مع رفيقتي لحق بنا ثلاثة مسلحون أعمارهم بين 13-15 سنة، طلبوا منا الرجوع إلى مبنى المحافظة فرفضنا للمرة الثانية وقمنا بإيقاف باص وركبنا فيه، وطلبنا من السائق أن يمشي من وسط السوق حتى لا يلحقنا أحد، ولكننا تفاجئنا بسيارة بيضاء تلاحقنا وعلى متنها رجل سمين يمسك بهاتفه المحمول، فشعرت بالخوف، وبالفعل قاموا بإيقاف الباص وصعد إليها الرجل المذكور آنفاً يطلب منا تسليم هواتفنا، فقلنا له: لا يوجد لدينا هواتف، وإذا بأحد المسلحين يرفع السلاح في وجهي ويهددني بأنه سيطلق الرصاص على رأسي، ثم أجبروا السائق على الاتجاه إلى البحث الجنائي، وقاموا بأخذ حقائبنا وتفتيشها وأخذ ما كان فيها.

كانت تتقدمنا السيارة البيضاء وخلفنا طقم عسكري عليه 12 مسلح تقريباً، واثنين لدينا في الباص، فكرت وأنا في منتصف الطريق أن أفتح الباب وأقفز من على الباص، ولكنني ما إن مددت يدي نحو الباب حتى ضربني أحدهم ومنعني من ذلك، وعند وصولنا للبحث الجنائي خرجت اثنتان من عناصر الشرطة النسائية وقامتا بإدخالنا في إحدى الغرف وتفتيشنا بطريقة مهينة للغاية لمدة نصف ساعة حتى أنهما أجبرنا على نزع ملابسنا الداخلية أثناء التفتيش، ثم أخرجونا للتحقيق لدى المدعو أبو رعد والذي كان يضرب بيديه على الطاولة لإثارة الخوف في نفوسنا، وقام بسؤالنا لماذا نخرج، وهل نحن سياسيات، ثم قام بتهديدنا بأنه سيضرب رؤوسنا بالرصاص إن خرجنا مرة أخرى، ولن يخاف من أحد بعد فعلته.

ظللنا محتجزات لثلاث ساعات حتى جاء بعض الرجال من أقاربنا ووقعوا على تعهدات بعدم خروجنا مرة أخرى.

#حين_يغدو_الموت_أمنية
#SpotlightEndViolence
#EndVAW
#لا_للعنف_ضد_النساء
#حرية_ولدي_أولا