حين يغدو الموت أمنية..الشاهد السادس (م.أ.م) عمره 40 عاما ويعمل معلم في إحدى مدارس صنعاء

تقول زوجته:
اختطف الحوثيون زوجي بتاريخ 10/12/2016 في الحادية عشرة مساء كنت ليلتها في المستشفى لإجراء عملية جراحية فهجموا على منزلنا بثلاثة أطقم عليها مسلحون وقاموا بتفتيش منزلنا والعبث بمحتوياته واقتادوا زوجي إلى مكان مجهول وتم إخفاؤه لمدة سبعة أشهر ثم تبين أنه محتجز في مسجد زين العابدين الذي حولته جماعة الحوثي إلى سجن تحتجز فيه معارضيها.

وطلبت من مشرفي السجن السماح لي بزيارته فلم يوافقوا إلا بعد محاولات عدة، وعندما زرته وجدته متغير اللون نحيفا ونفسيته متعبة وصف لي كيف عذبوه وقال إنهم ضربوه بوحشية وعلقوه باليد اليسرى لمدة شهر مما أدى إلى تمزق الأعصاب وتوقف حركة اليد، وبعدها أخذوه إلى مدرسة الهادي والتي حولتها أيضا جماعة الحوثي إلى سجن حيث تعرض هناك لأشد أنواع التعذيب حيث قاموا بربط رقبته وسحله في الشوارع الى (منطقة حزيز الداخلية) وكان الذي يسحبه رجل اسمه (ح . ش) يتبع جماعة الحوثي.

كما تعرض للضرب المبرح ليلا ونهارا كي يعترف لهم انه يتبع حزب الإصلاح ويدلي لهم بمعلومات عن بقية الإصلاحيين حد قولهم، وكانوا أيضا يأخذونه ليلا إلى مكان بعيد ويحفرون له حفرة في الرمل ويدفنونه حتى الرقبة وكانوا يطلقون النار بقربه لإيهامه أنهم سيعدمونه رميا بالرصاص وكان يظل على هذا الحال من بعد العشاء حتى الفجر في شهر رمضان دون أن يعطوه أي شيء ليأكله لمدة ثلاثة أيام وبعدها سمحوا لي بإدخال طعام له وهو مشارف على الهلاك.

ومن أساليب التعذيب التي تعرض لها أنهم كانوا يدوسون على رقبته حتى أصبحت مائلة لليمين فطلب مني في الزيارة (داعم للرقبة) لأنه كان يشعر بآلام شديدة في رقبته لكنني لم أكن أملك قيمة هذا الداعم، وفي يوم العيد أخذوه ووضعوه في المزبلة وهو مقيد وأحضروا كلبا ليعضه ولكن الكلب كان أرحم به منهم فانهالوا عليه ضربا ليلا ونهارا حتى توقع وفاته بسبب التعذيب، ثم ردوه الى مسجد زين العابدين وعذبوه تحت دش الماء البارد من خمس إلى ست ساعات وهو عريان في أيام البرد القارس، ثم نقلوه الى قسم شرطة حزيز ومارسوا عليه التعذيب النفسي حيث كانوا يعبثون بأسلحتهم بجواره ويتهامسون من أجل قتله وأنهم سيدعون أنه قتل بالخطأ، ثم نقل إلى إصلاحية صنعاء وهي عبارة عن مطبعة سابقة تم تحويلها إلى سجن.

كانت أول زيارة لي بعد أن أحتجز في غرفة انفرادية وقال لي أنه معذب وكان في بعض الأحيان يأكل وجبة واحدة كل ثلاثة أيام ويسمح لنا بزيارة واحدة كل شهر، والان صار له ثمانية أشهر مخفي للمرة الثالثة ولا نعلم أين هو ولا يعلم حتى هو شخصيا أين هو كما أخبرني عندما سمحوا له بالاتصال بنا ولم يذكروا لنا حتى أسباب الإخفاء، تعرضنا للابتزاز المالي من قبل مشرفي جماعة الحوثي بمبالغ تقارب المليون ريال استدانها أخوه وأخي أملا في خروجه وخلاصه من هذا العذاب ولكن دون فائدة.

#حين_يغدو_الموت_أمنية
#when_death_is_a_wish
#حرية_ولدي_أولا