” رابطة الأمهات ” مساندة شعبية وظهور إعلامي رغم المصاعب والتحديات

لم يكن بمقدور أمهات وأسر وأبناء المختطفين والمخفيين قسرا في سجون جماعة الحوثي المسلحة توحيد جهودهم الشخصية المنادية بإطلاق سراح ذويهم من سجون الحوثي الذين ما فتئوا يمارسون الاختطافات في كل محافظات الجمهورية لكل من يعارضهم ، ما دعا إلى تجميع الجهود وتقريب وجهات النظر عبر إنشاء جهة شعبية تطالب بإطلاق سراح المختطفين والمخفيين من السجون وتخفف من معاناة ذويهم الذين ذاقوا مرارة الخوف والحرمان بعد تغييب أبنائهم خلف القضبان ..

حينها وبعد تضافر الجهود أُعلن عن تكوين
“رابطة أمهات المختطفين “
كمنظمة مجتمعية إنسانية تعنى بالتخفيف من معاناة أمهات المختطفين والمخفيين قسراً وذويهم والسعي للحفاظ على سلامتهم وإطلاق سراحهم ،
وأشهرت الرابطة في وقفتها الاحتجاجية الأولى أمام مقر إقامة بعثة الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء صباح يوم الاثنين الموافق 18.4.2016 ..

وأقامت رابطة الامهات مايزيد عن
” 50 ” نشاطا تضامنيا أمام العديد من المنظمات الحقوقية الدولية منها مكتب الأمم المتحدة ومقر المفوضية ولجنة الصليب الأحمر وعدد من السجون التي يغيب خلفها الآلاف من المختطفين منها سجن احتياطي هبرة وسجن الأمن السياسي وسجن البحث الجنائي بالعاصمة صنعاء تطالب بإطلاق سراح جميع المختطفين من سجون الحوثي كان ابرزها وقفة امام القصر الجمهوري حيث احرقت الامهات “ضفائر شعرهن وستارتهن ” مناشدات النخوة والعرف والقبيلة اليمنية للتضامن معهن من اجل اطلاق سراح ابنائهن من سجون الحوثي ..

من جهة أخرى وجهت رابطة الامهات العشرات من البيانات والبلاغات الصحفية مستنكرة استمرار عجلة الاختطاف بحق أبنائها دون توقف ، كما نددت في بيانات اخرى بالتعذيب والتجويع الممنهج الذي تمارسه جماعة الحوثي وصالح المسلحة بحق أبنائها المختطفين والذين أعلن بعضهم إضرابهم عن الطعام احتجاجا على تعذيبهم المستمر وسوء معامتلهم في السجون ، كما قدمت الرابطة العشرات من الرسائل الإعلامية الداعية إلى النظر لقضية المختطفين كقضية إنسانية لاسياسية، ووجهت رسائلها للعديد من المنظمات والشخصيات الحقوقية الدولية وعلى رأسهم الامم المتحدة ممثلة بأمينها العام السيد بان كي مون ، والسيد اسماعيل ولد الشيخ مبعوثها إلى اليمن ، وكذلك مراسلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأعضاء في الحكومة الشرعية وفي اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي وصالح، كما قامت الرابطة بمراسلة العديد من الإعلاميين والناشطين داعية إياهم لنشر قضية المختطفين والكتابة عنها والتفاعل معها حتى ينال جميع أبنائها الحرية ويخرجوا من المعتقلات..

وفي ذات السياق نفذت الرابطة عددا من الحملات الاعلامية التي لاقت تفاعلا شعبيا واعلاميا كبيرا على المستوى المحلي والدولي كان أولها حملة
*#حرية_ولدي_أولا* المتزامنة مع إشهار الرابطة والتي أظهرت للجمهور مقدار الألم الذي تتكبده الأمهات عند اختطاف أبنائهن والزج بهم في المعتقلات لأشهر طويلة دون توجيه تهم ولا أسباب قانونية مقبولة،
كما نفذت الرابطة حملة *#اخرجوا_عيالنا* التي دقت ناقوس الخطر بعد تعرض العديد من أبنائها المختطفين للتعذيب الشديد أدى إلى مقتل بعضهم وإخفاء ونقل آخرين دون معرفة أماكن احتجازهم حتى اللحظة ..

وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة لم تسلم رابطة الامهات من الأذى فقد تعرضت العديد من وقفاتها للمضايقات والتهديد من قبل مسلحي الميليشيا بل وصل الأمر إلى التهجم على الوقفات من قبل “نساء حوثيات” اعتدين على الأمهات في محاولة للتشويش على القضية السامية التي تحملها رابطة الامهات والحق الذي ينادين به..

تجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي وصالح المسلحة قامت حسب إحصائيات باختطاف آلاف المواطنين من المعارضين لها منهم سياسيون وإعلاميون ونشطاء
وتربويون ، والذين خطفوا من منازلهم ومساجدهم ومقار أعمالهم دون مسوغ قانوني أو تهم (حقيقية) توجه إليهم ، ولايزال البعض مخفيا قسرا وقد تجاوز بعضهم العام والنصف لاتعلم أسرهم عنهم شيئاً حتى لحظة كتابة هذا التقرير ..

وتدعو رابطة الأمهات جميع أبناء الشعب والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى الوقوف في صف القضية العادلة لأبنائها المختطفين والمخفيين قسرا في سجون الحوثي فهم مدنيون أبرياء لاشأن لهم ولاصلة بما يحدث في البلاد من صراع سياسي تجزأ أبناء الشعب على إثره ؛ فكانوا هم الضحية وأودعوا خلف قضبان السجون ..