عدن.. معتقلين تحت سوط العذاب وأمهاتهم على أبواب السجون

تصاعدت احتجاجات رابطة أمهات المختطفين وأمهات المخفيين قسراً في عدن منذ مطلع العام الجاري، رغم تعرضهن لاعتداءات متكررة، يخاطبن الجهات المسؤولة ويترددن على أبواب السجون بحثا عن أبنائهن المعتقلين والمخفيين قسراً، حيث نفذت رابطة أمهات المختطفين منذ بداية يناير إلى 30 مارس 2019م “32” نشاطا منها “16” وقفة احتجاجية و أصدرت “8” بيانات وبلاغات صحفية وعقدت “8” لقاءات لجهات حقوقية وزيارات وجلسة استماع.

احتجاجات شبه يومية 

تواصل “رابطة أمهات المختطفين” بمحافظة عدن جهودها للوفاء بالتزاماتها الإنسانية والحقوقية التي قطعتها على نفسها منذ تأسيسها كمنظمة حقوقية على مستوى الجمهورية، حيث تنفذ الوقفات الاحتجاجية منذ مطلع العام الجاري أمام أبواب السجون، وأمام منزل وزير الداخلية، وقصر المعاشيق، والنيابة العامة، ومقر التحالف بمحافظة عدن، ووزارة حقوق الإنسان، وأمام اللجنة الوطنية، مطالبة بالكشف عن مصير العشرات من أبنائهن المخفيين قسراَ والإفراج عنهم بدون قيد أو شرط.

وأكدت رابطة الأمهات في بياناتها وبلاغاتها والوقفات التي نفذتها أن “86” من المعتقلين في سجن “بير أحمد” يعيشون إضرابا مفتوحا، احتجاجا على المماطلة في تنفيذ الإجراءات القانونية من قبل النيابة العامة، رغم صدور أوامر بالإفراج عن عدد منهم، بينما أفرج عن “3” اثنين يعانون من حالة نفسية وآخر مشلول الجسد بعد تعذيبه، بينما لا يزال “34”مخفي قسرا مازال مصيرهم مجهول.

في الـ27/1/ 2019م أصدرت رابطة أمهات المختطفين بيانا صحفيا ونفذت وقفة احتجاجية بعد مرور سنة على إخفاء المواطن “زكريا أحمد قاسم” الذي أعتقل من قبل جهات أمنية تتبع شلال وهو ذاهب إلى صلاة الفجر قبل عام في 27 يناير 2018م بمحافظة عدن، ولم تعلم أسرته مصيره المجهول حتى اليوم، رغم المناشدات التي أطلقتها والدة وعائلة زكريا لرئيس الجمهورية وللحكومة ولكل المنظمات الدولية والمحلية.

معتقلين تحت سوط العذاب وأمهاتهم يتعرضن للاعتداء

وعن الاعتداءات التي يتعرض له المعتقلون في سجن “بير أحمد” والذي يحتجز فيه “86” معتقلاً، قامت قوات أمنية في الـ 7 من مارس2019م بالاعتداء على المعتقلين من قبل قوات تابعة لإدارة أمن عدن، وإطلاق الرصاص الحي، ومنعهم من الطعام ودورات المياه، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية وعزل “14” منهم في زنازين انفرادية، كما تم الاعتداء يوم الأحد 10 مارس 2019م على أمهاتهم بالضرب وسحب هواتفهن ورفع السلاح في وجههن.

وتصف أم “اكرم كمال عمر الهتاري” المعتقل في سجن “بير احمد” منذ عام والذي أعتقل من معسكر الجلاء بتاريخ9 شهر6 2018م معاناة المعتقلين واهليهم بأنها لا توصف حيث تعاني الأمهات الوقوف ساعات طويلة من منتصف اليوم إلى ساعات متأخرة من الليل ليتمكن من زيارات أبنائهن ناهيك عن عبث مشرفي السجن بالأكل وتأخير تسليمه للمعتقلين وقد تعرض للغبار والتلف ومنعهم ممن أداء شعار العبادات وحرمانهم من الأكل أو اعطائهم الأكل تالف ولا يتوفر لديهم أي علاجات في عيادة السجن..

وتضيف أم أكرم أن هناك نساء مسنات وأطفال لا يحتملون الوقوف حتى تفتح الزيارة بوقت مقتضب بعد طول انتظار لا تتجاوز وقتها الـ10 دقائق خلف الشبك الحديدي، وهو ما أكدته أم المعتقل بلال محمد المقطري الذي اعتقل في الـ 3/6/2018 وأخفي شهرا كاملا قبل أن يظهر في سجن “بير احمد” بتاريخ 10/7/2018م، وأم فجر احمد عبد القادر المعتقل في الـ10 من مارس 2018م .

وأكدت أم البراء أن السجون لا تخضع للسلطة بل لتشكيلات عسكرية خارجة عن الدولة حيث يتجاهل الكثير توجيهات النيابة والافراجات متوقفة حتى ممن تحصل عليها من شهور وهناك من يمدد سجنهم بدون أي مسوغ قانوني دون أن نلمس أي تحرك تجاه القضية من الجانب الحكومي والمنظمات الدولية والمحلية.

وشاركت رابطة أمهات المختطفين بجلسة استماع نظمتها مؤسسة دفاع تحدثت فيها الناشطة “هدى الصراري” عن وجود العشرات من السجون الرسمية و السرية في عدن، وأن المختطفين والمخفيين قسراً والمعتقلين وأسرهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة.

تقاعس الجهات المسؤولة

وتبذل رابطة أمهات المختطفين في عدن جهودا متواصلة في التواصل مع عدد من المسؤولين بالحكومة، والمنظمات المحلية والدولية، حيث التقت بوزير العدل الأستاذ علي هيثم الغريب، الذي تثمن الرابطة موقفه وترحيبه بقيادتها المشاركة في المقابلة، والتي سلمته كشفا بأسماء “34” من المخفيين قسراً، وكشفا آخر بأسماء “86”وعد بالنظر في القضية والبت فيها.

كما التقت رابطة أمهات المختطفين، وزير الداخلية “أحمد الميسري” فيما رفض نائبه اللواء “علي ناصر لخشع” مقابلة الأمهات والسماع لقضيتهن كما التقت الرابطة النائب العام “علي الأعوش” ومعالي وزير العدل “علي هيثم الغريب” ونائب وزير حقوق الإنسان بعدن “د. سمير شيباني” نائب وزير حقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الوطنية لرصد الانتهاكات القاضي “أحمد سعيد المفلحي” والقاضية جهاد عضو اللجنة وعدد من المحاميين.

ووعدت الجهات المسؤولة بمتابعة القضية والبت فيها ولكن الأمهات لم يلمسن شيئا على الأرض الأمر الذي أدى إلى تصعيد الاحتجاجات من قبل أمهات المخفيين والمعتقلين وتعرضهن للاعتداء أكثر.

وطالبت سارة الخضر زوجة المخفي منذ عامين حسين عبده محمد بكرين الذي أعتقل في الـ 1/7/2016م عند الساعة التاسعة مساءً من المنصورة مكتبة /بلوك36 علي يد أمن عدن(شلال شايع و يسران المقطري)، الرئيس عبدربه هادي ووزير الداخلية أحمد الميسري ورئيس الوزراء وحقوق الانسان وكل مسؤول بسرعة الكشف عن مكان تواجده والإفراج عنه، وهو نفس مطلب أم عادل محمد صالح حداد الذي أعتقل في الـ/ 17/11/2016م وجميع الامهات.

وناشدت أم البراء أحمد محمد علوي المعتقل منذ ثلاث سنوات أعتقل من مكتبه بلوك 37 ،بتاريخ ا 13/6/2016 م الرئيس عبد ربه منصور هادي بقولها “رسالتي أوجهها الى من تولى أمرنا الرئيس عبد ربه منصور هادي والله إن الله سيسألك عنا وعن الظلم الذي ألم بنا” فيما وجهت أم بلال محمد عبدالله محمد المقطري رسالتها لكل المنظمات والحقوقيين والقضاة بأن يتم النظر في قضية المعتقلين
.
وماتزال الأمهات يطالبن بسرعة إظهار جميع المخفيين قسراً الذين لا تعلم أسرهم عن مصيرهم شيء، منذ أكثر من عامين، والبالغ عددهم “34 “مخفي قسراً، والوفاء بوعودهم المتكررة بمتابعة القضية، ومحاسبة المتسببين في تلك الانتهاكات، كما تطالب بإنقاذ “86”معتقلا من سجن “بير أحمد”.

وتواصل رابطة أمهات المختطفين فرع عدن الفعاليات الميدانية الرامية لإيصال صوت المعتقلين تعسفا والمخفيين قسرا وأهاليهم وذويهم إلى الرأي العام، وإلى الجهات المعنية، رسمية وشعبية، داخليا وخارجيا.

#أنقذوا_المختطفين
#حرية_ولدي_أولا