والدي مخفي قسراً.. ولم يعلم أني أخفيت قسراً، خوفاً عليه من الحزن

يقول الناجي [عبده حسن صغير عصيبه]: تم اعتقالي وإخفائي قسرياً بعد يوم واحدٍ من اعتقال والدي، الذي كان أيضاً قيد الإخفاء القسري.

تم نقلي إلى مدينة الحديدة، سجنت في نادي الضباط، وسجن القلعة، ومنها إلى صنعاء سجن احتياطي الثورة.

استمرت فترة إخفائي لسبعة أشهر، كل تلك الفترة كان والدي هو الآخر قيد الإخفاء، ولم يكن يعلم باعتقالي، وحينما استطاع الاتصال بوالدتي هاتفيا، لم تخبره باعتقالي، خشية أن يزيد همه وحزنه في السجن.

في إحدى الليالي الأشد غرابةً وعجباً، ضرب الطيران سجناً كان والدي مخفي فيه _سجن البحث الجنائي_ وبالمصادفة تم توزيع السجناء الذين كانوا فيه على بقية السجون، ومن أقدار الله تلك الليلة أن تم إيداع والدي إلى السجن الذي كنت فيه!!

 وأثناء تدوين اسم والدي في سجل السجناء سمع أحد الجنود اسمه،

 فقال له متفاجأً: “هل أنت والد عبده حسن عصيبه؟”

 قال: “نعم، ومن أين تعرفه؟”
رد عليه الجندي: “هو مسجون هنا منذ ثمانية أشهر”.

 نزل الخبر على والدي كالصاعقة من شدة هوله ومفاجأته.

لم أكن أعلم أن والدي وأنا أصبحنا في ذات السجن، ومع الصباح الباكر وكعادتي أخرج لأقدم الخدمة مع إخواني المعتقلين، في الطباخة وتوزيع الأكل، دخلت إلى عنبر فيه والدي الذي ينتظر قدومي كما أخبره الإخوة الصحفيين الذي نزل عليهم البارحة في نفس العنبر،

وهناك حدث لقاء لا يمكن أن يوصف أو يكتب! عناق حار مبكٍ وله تفاصيله الخاصة……