تم اختطافي بتاريخ 18/12/2017 من أحد الباصات من شارع الأربعين
وأخذوني إلى إحدى مناطق الاشتباكات وقيدوا يدي ووضعوني في أحد المتارس، كانت القذائف والرصاص تنهال على ذلك المكان، وكنت أشعر بالخوف الشديد والحوثيين يقولون لي أنت داعشي يجب أن تموت، بعد ذلك أخذوني إلى سجن “الصالح” بمدينة تعز وتركوني لمدة أربعة وعشرون يومًا ثم بدأوا معي التحقيق الساعة العاشرة مساءً قيدوا يدي الى الخلف وأقدامي وأنا معصوب العينين وبدأوا بتلفيق التهم لي بأني “داعشي “وأنتمي “للمقاومة ” أنكرت ذلك لأني طالب أدرس “محاسبة” ولا أنتمي الى أي فصيل، بدأوا بتعذيبي فقيدوني بالسلاسل وربطوني على عمود وتم صعقي بالكهرباء والسلاسل الحديدية فوقي مما زاد قوة وصول الكهرباء إلى جسمي.
قاموا أيضا بطعني بالسلاح الأبيض (الجنبية) في كل أجزاء جسمي وضربي في الرأس بأعقاب البنادق لدرجة ان الدم كان يسيل من أنفي وفمي ورأسي وأغمي علي ثم قاموا برشي بالماء وإعطائي جرعة من الدواء لا أعلم ما هو استمر التحقيق معي إلى الرابعة فجرًا أعادوني إلى سجن انفرادي مساحته صغيرة للغاية، وكانوا بعد كل مرة يحققون فيها معي يتم عزلي عن المختطفين في السجن الانفرادي، لمدة عشرين يوم تم التحقيق معي عدة مرات تصل إلى ثلاثة عشر مرة منها ثمان مرات تعرضت للتعذيب فيها.
أحد أنواع التعذيب الذي تعرضت له أثناء التحقيق ما يسمى “بالشولة” وهي بوتجاز صغير يشعل النار فيه ويتركها لفترة طويلة ثم يطفئها. ويأتي بي وأنا معصوب العينين ومربوط اليدين ويجبرني على الجلوس عليها بعد إطفائها لا أستطيع أن أصف الألم الذي كنت أشعر به في تلك اللحظة وخاصة في المناطق الحساسة من جسمي.
أحد المعتقلين الذين كانوا معي حاول الدفاع عن نفسه أثناء تعذيبه فقاموا بكسر يده اليسرى، طوال فترة اعتقالي كنت أنام على البلاط بدون أي غطاء وكانت النوافذ مغلقة بالأحجار والأسمنت، وكان الماء الذي يعطى لنا. “مالح” وغير صالح للشرب والطعام الذي كان يقدم لأربعة أشخاص لا يكفي حتى شخص واحد حيث كانت تقدم لنا وجبة وحيدة هي الغداء طوال الأربعة وعشرين ساعة.
من التهم الموجهة لي أني أدعم المقاومة بالكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي لم أتوقع أن مجرد الرأي سيصبح جريمة أتعرض للتعذيب بسببه.
بعد ستة أشهر أتت لجنة تحقيق الى السجن واطلعوا على ملفي وقالوا بأنه ليس علي أي تهمة ويجب إطلاق سراحي لكن القائمين على السجن رفضوا وقالوا أنت داعشي من تعز ولا يجب على أبناء تعز العيش خارج السجون، ولم تكن اللجنة إلا لذر الرماد على العيون.
وبعد سنة وثلاثة أشهر تدهورت حالتي الصحية بسبب ماكنت أتعرض له من ضرب على رأسي فتم إطلاق سراحي وبعد مدة تمت ملاحقتي في المشفى الذي خرجت للعلاج فيه لقتلي وتصفيتي والتخلص مني، مما اضطرني إلى الانتقال إلى وسط مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة الشرعية حتى لا يتم ملاحقتي من قبل الحوثيين.
#حين_يغدو_الموت_أمنية
#when_death_is_a_wish
#حرية_ولدي_أولا