رحلة أم إلى المحكمة

على لسان إحدى الأمهات ومن داخل المحكمة، رابطة أمهات المختطفين تنفرد بنشر وقائع جلسات المحاكمة الهزلية اللاقانونية لـ 36 مختطفا من أبنائها.

الجزء الرابع

دخل المحامون ودخل القاضي وأعلن بدء الجلسة الثانية.

ودون أي مقدمات.. في لحظة انتزعت كل جوارحنا من أجسادنا، وقف أبناؤنا، ستة وثلاثون يمنياً نقياً وفياً لوطنه من حملة الشهادات العلمية المختلفة، ابتداء بالدكتوراة وانتهاء بالثانوية التي حرم على إثرها أصغرهم سناً من الالتحاق بالجامعة بسبب اختطافه، وقفوا ليصدحوا بأصواتهم المليئة بالصدق في نبرة قوية بنشيد الوطن، حيث أكدوا بقاء نبض قلوبهم يمنيا.. فخيم الصمت على قاعة المحكمة يرقبهم القاضي والإدعاء والمحامون في ذهول، والأمهات والآباء في أرقى درجات التكريم؛ حيث اختار أبناؤهم الوطن نشيداً لهم وتحيتهم فيه السلام.

في هذه الجلسة حضر من يسمون أنفسهم أولياء دم المجني عليهم والذين حاولوا مع محاميهم طوال الوقت استفزازنا وأبناءنا المختطفين ومحاميهم بإطلاق ألفاظ لاأخلاقية والاتهام بالعمالة والارتزاق، وكأن ظنهم بنا يجيز لهم انتهاك حرياتنا والتسلط على رقابنا نحن وأبناؤنا!! ورسولنا الكريم يقول: “كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”
ورغم أني لست متعلمة، ولا امتلك الشهادات العلمية، إلا أني تعجبت كثيراً عندما أراد القاضي التأكد من حضور أولياء الدم لجلسة المحكمة، فقام بالمناداة بأسمائهم فأجابه اثنان فقط! ولم يتعرفا على محامي الإدعاء! وهنا جالت بخاطري مقولة: “شر البلية ما يضحك”.
وظننا أنه لم يحضر غيرهما فعندما تساءل القاضي عن ذلك قامت مجموعة من الحضور مدعية أنهم من أولياء الدم، فصرخ القاضي غاضباً لماذا لم يردوا عندما نادى بأسمائهم!!

أيها القاضي ربما نسوا أسماءهم، قلتها ساخرة في قلبي وعدت أنظر في وجه ولدي باحثة عن السكينة بعد كل ماحدث في الجلسة السابقة وجعل قلبي في اضطراب لا يتوقف!
لقد لفقوا التهم على أبنائنا من اغتيال وزرع عبوات ناسفة لم تنفجر في غالبها، وإعطاء إحداثيات أماكن عسكرية لقصفها!! وقاموا بسرد الأدلة الضعيفة وسط اندهاشنا، فهل تصدقون أن بعض تلكم العمليات التي وردت في قائمة الاتهام كانت بعد احتجاز المختطفين بأشهر؟! ياااالله هل بلغ الكذب والدسيسة هذا المبلغ؟ أن تنسج التهمة بعد الاختطاف وحيث لا يمكن تنفيذها؟
مالكم كيف تحكمون؟

#أم_المختطف
#abductees_mother
#حرية_ولدي_أولا