رباب زوجتي .. جئت لأخبرك بعودتي بعد ثلاث سنوات ونصف, في المعتقل وبعده عام من النزوح القسري أني في كل يوم أشتاق لك كثيرا ولم أعتد على رحيلك.
ذهبت لزيارة ضريحك في قرية السعيدية للمرة الأولى, فأخبرني عدد من الأصدقاء ما تناقلته العديد من القنوات والمنظمات والمواقع الإخبارية حول خبر قصة استشهادك… ليكون عنوان بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.
رباب.. لقد أصبحت قصتك رمز لنضال المرأة اليمنية ومعاناتها في الحرب،
وأيقونة الحب والوفاء والإخلاص ..
قصتك شاهدة على عنف وطغيان الحوثيين ضد المرأة والإنسانية.. وذكرى شاهد على خطر زراعة الألغام والموت في طرقات الناس الأبرياء.
رباب.. وصلتني وصيتك مع أخيك هيثم، القائلة فيها: (إذا لم يكن لي حظ في زيارة ناجي زوجي فقبله قبلتين على خده ، وأخبره أن يتزوج ، وأن يرسم لنفسه أجمل لحظات العمر، فالغد مازال يحمل له الكثير، فهو ليس في مرحلة سقوط بل في مرحلة بداية, الحياة كلها تنتظره، والابتلاء يصنع العظماء مثله).
لقد أحزنتني وصيتك كما أحزني رحيلك ومعاناتك..
ما أعظم صبرك ووفاؤك، قلت ذلك قبل وفاتك وأنت في المستشفى تعاني من جراح انفجار اللغم أثناء مجيئك لزيارتي في المعتقل بصنعاء.
لقد اختصرتي كل البشر في شخصك فكل المقارنات معك خاسرة ..
وكل اللحظات بدونك ضائعة..
تحدد لي بوصلة حياتي .. وترسم لي لحظات الفرح حتى بعد رحيلك..
رحمك الله يا قطعة من القلب فارقتني، رحمك الله يا زوجتي رباب.
ورحم الله من كان برفقتك في سفرك محمد، ومعين
رحمهما الله جمعيا, وتقبلهم من الشهداء.
#زوجك_المخلص/ناجي محمدسليمان