أيام لاتنسى

ابراهيم عبدالله سعيد الجحدبي مواليد 1976م ،متزوج وأب لأربعة أولاد.
اختطف من مركز مديرية عتمة محافظة ذمار يوم الإثنين 13 فبراير 2017م ، واودع في سجن الأمن السياسي بذمار قرابة 9 أشهر ،ثم قسم الشمالية (الغبراء ) ذمار لمدة شهرين ، وفي سجن كلية المجتمع بذمار 6 أشهر ،ثم نقل إلى إحدى فلل حدة صنعاء قرابة شهر.

اجمالي مدة ما قضيته في السجون والمعتقلات عام ونصف .

لمحة قصيرة عن وضعك في السجن انت ورفاق دربك؟
عشنا أياما وشهورا وسنوات سوداء مليئة بالعذاب والرعب والإرهاب افتقدنا معها الأمل بالخروج أحياء ، ولكنها مع ذلك كانت أيامنا وليالينا مليئة بالأنشطة المتنوعة التي تملأ الفراغ وتشغل الوقت وتعود بالفائدة على الفرد والجماعه رغم الحصار والتضييق والمنع والعقوبات المتكررة لأي من ذلك .
ما الذي أخذه منك السجن؟
أخذ السجن مني ابتسامتي وحيويتي ونشاطي وعلاقاتي وصحتي الجسمية والنفسية التي لا زلت أعمل جاهدا لاستردادها جميعا ..

جديدك بعد الحرية ؟
مواصلة مشوار الكفاح كعين راصدة للحدث وقلم يكشف الحقائق ، والانخراط في أكثر من منظمة للعمل من خلالها في شتى المناشط الصحفية والإعلامية والحقوقية، وتبني قضايا المختطفين عموما والزملاء الصحفيين خصوصا ..
ماذا تعني لك هذه المصطلحات
السجن : ثاني أكسيد القهر والظلم والإستبداد
الحرية : شمس الأمل والتفاؤل التي تطغى على ظلام ليل اليأس والإحباط والقنوط ، ولحظات مفعمة بالشعور بميلاد جديد وحياة جديدة .

العائلة : وطن صغير داخل الوطن .
اليمن : خفقات القلب ونبض الشرايين .

العلم : ذات المرء وحاضره ومستقبله وقيمته في المجتمع .
ماهو أول عمل قمت به بعد الحرية؟

تبني قضايا المختطفين ..
البحث عن موطئ قلم وعدسة كاميرا لمواصلة مشواري في خدمة قضايا وطني وشعبي المنكوبين ..
لم شتات أسرتي والعمل على معالجة بعض الآثار الصحية والنفسية التي لحقت بها جراء اختطافي وسجني .

موقف صعب مر بك في السجن؟

المواقف الصعبة أكثر من أن تحصى لكن لعل أبرزها عودة أبي من بوابة السجن ومنعه من زيارتي لأكثر من مرة وعدم السماح لي برؤيته أو رؤية زوجتي وأولادي .

والعراك مع المجانين أثناء احتجازي معهم في دورة مياه.
موقف طريف مر بك في السجن؟
اختلفت ذات مرة مع اثنين من المجانين تعمد الحوثيون وضعهم معي لقرابة شهر وكان مثار الاختلاف في أنه لا يمكن أن أرفع الأذان وأقيم الصلاة وأصلي بهم ووقفت عند مقترح أحدهم في أن يؤذن والثاني يقيم الصلاة وأنا أصلي بهم ، وفي منتصف الليل اختلست غفلة الرقيب الذي يقيم حركات وسكون المحتجزين ويقيمهم وقمت أصلي فإذا بالمجنون الموكل اليه الأذان يرفع صوته مؤذنا ليجمع علينا كل طاقم السجن.