“طموح تحت الأنقاض”

 


في كل مرة تقع عيني على صورتك المثبتة في أحد أركان منزلنا تفيض عيناي بالدمع، وتغمرني غُصة حد الاختناق.

ذلك المنزل يا أسعد كان يبدو عليه البهجة والسعادة، مليء بصدى ضحكاتك؛ أتعلم يا بُني ربما لم تُسعفني الأيام لأقول لك أني كُنت على الدوام ذلك الأب الفخور بابنه، وفي كل مرة تكبرُ أمام عيني يكبر
أملي فيك؛ فقد كنت على يقين بأنك ستُصبح شيئاً فارقاً في مجتمعك، لأنك رُغم بساطة الحال لم تستسلم، كنت تعمل في حمل الأثقال لتوفير مستحقات جامعتك، كان لديك حُلم وشغف وكان لدي الإيمان الكامل بقدرتك على تحقيقه، إلى أن آتى يوم  2\2\2018 وتحديداً عند منتصفه؛ حين اقتادك مسلحون من جماعة الحوثي إلى سجن مدينة الصالح بتعز، ومكثت فيه أربعة أشهر ثم نُقلت بعدها إلى سجن كلية المجتمع بذمار، ونحن لا نعلم عنك شيئا! 

أين أنت؟

ما ذنبك ليتم اعتقالك وإخفاؤك عنا؟

لم نرك تلك الفترة، ولم نستطع الاطمئنان عليك، إلى أن أتاني ذات يوم اتصالك تخبرني فيه أنك متعب من ذلك المكان؛ وأنك تريد الخروج منه بأي طريقة كانت! توسلاتك تحرقني يا مهجة قلبي.

عملت كثيراً وتابعت لإخراجك وعودتك إلى أحضاني، أكملت إجراءات الضمانة من أجل الإفراج عنك وقلبي يكاد يخرج من شدة الفرح والشوق لرؤيتك وإخراجك من ذلك المكان؛ لكن أملي وفرحتي تبخرا عندما سمعت بخبر قصف مبنى السجن، تواصلت مع الصليب الأحمر ولدي بصيص من أمل بإنك لا زلت على قيد الحياة، تبدد ذلك الأمل عندما طلبوا مني الحضور للمستشفى لأتعرف على جثتك، وصلت إلى هناك يا بهجة قلبي وقد وجدتك نصف جثة فقط!  حتى موتك يا بنُي في هذه البلاد لم يكن كاملاً! نصف جثة و نصف حُلم..

  عدت للحياة وأنت لست بين يدي، عُدت بصورة كُتب عليها

 “أسعد سعيد حكيمي” من ضحايا قصف كلية المجتمع بذمار.

إعادة صياغة / ثناء الظبياني