في يومهم العالمي.. معلمو اليمن ضحايا الاختطاف والتهميش والفقر!!!

تحتفي حكومات دول العالم كافة في #اليوم_العالمي_للمعلم بتكريم المعلمين وذكر أثرهم ودورهم في النهوض بالدول، وأهمية المعلم، ومدى قدرته في بناء وتنشئة جيل متسلح بالعلم، قادر على مواجهة الحياة، وبناء مستقبل زاهر مبني على أسس معرفية متينة، فالمعلم يعد من أهم الشخصيات التي لها مكانة خاصة في المجتمع.

إلا أن الحال يختلف كلياً في اليمن، في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد؛ فالمعلم أصبح ضحية الاختطاف والإخفاء القسري، بل والتعذيب في السجون الذي يصل في أحيانٍ كثيرة حد القتل، وتصدر أيضاً بحقهم أحكاماً بالإعدام نتيجة محاكمات خارجة عن القانون في تهم غير حقيقية.

فقد كثير من المعلمين وظائفهم بسبب الاختطاف الذي امتد على مدار سنوات، وكذا من تم الإفراج عنه بسبب نزوحهم إلى مناطق أخرى غير التي كانوا يسكنون فيها، وكل ذلك تسبب لهم بأوضاع معيشية صعبة، وجعلهم في مواجهة مع ظروف الحياة بدلاً من مواجهة تطورات العلم.


يقول أحد المعلمين من مدينة تعز وقد تعرض للاختطاف وأفرج عنه لاحقاً في صفقة تبادل 19/12/2019م:
قصتي أنا معلم القرآن الكريم وخطيب مسجد “خالد المرادع” مع ألف يوم في المعتقل، في يوم 12/2/2017م ، بعد الظهيرة تم اختطافي من وسط سوق البرح من قبل مسلحين يتبعون الأمن الوقائي التابع لجماعة الحوثي، تم اقتيادي إلى سجن محكمة مقبنة الابتدائي، هناك حيث يقبع حوالي 40 معتقلاً.

في منتصف الليل تم استدعائي والتحقيق معي وممارسة التعذيب الممنهج “الضرب بالهروات والعصي، الغمس بالماء لمدة ثلاثة أيام” مكثت هناك لشهرين وتم نقلي إلى سجن مدينة الصالح في مدينة تعز، وهناك لا تسمع غير الصراخ والعويل، وبعد شهر ونصف تم نقلي إلى ذمار في سجن كلية المجتمع لثمانية أشهر، وثم إلى سجن الغبراء في ذمار حيث مورس في حقي أشد أنواع التعذيب النفسي.

ولأني معلم ” قرآن كريم” تم نقلي إلى زنازين دون دورة مياه ثم إلى صالات دورات المياه ننام فيها لثلاثة أيام متتالية.  هذا هو حال المعلم في ذكرى يومه العالمي، وبعد خروجنا لازلنا منسيين من كافة الجهات ونعاني الأمرين “وجع الاختطاف، والظروف المادية الصعبة”.

ومعلم آخر يروي تفاصيل موجعة من معاناة الاختطاف يقول:
“أنا أنور عبد الله الصبري” أعمل معلما في التعليم الفني، تعرضت للاختطاف من قبل جماعة الحوثي وسجنت في سجون بمدينة الجحملية والمسماه “بيت الدجاج” لثمانية أشهر، تم اختطافي وأنا في الشارع العام، في طريقي لجولة القصر لاستكمال تحضيرات عرس ابنتي.

سجنت ووضعت في غرف لا توجد بها دورات مياه، كانت عبارة عن محلات مخصصة للدجاج، تعرضت بشكل يومي للسب والشتم والتهديد بالتصفية، واليوم حين تأتي ذكرى “اليوم العالمي للمعلم” أدرك حقيقة ما هو وضع المعلم في هذا البلد.


والمعلم ” صادق المفلحي” هو الآخر يقول: تعرضت للاختطاف من الشارع العام في تاريخ 11/ ديسمبر/ 2017م، دون سبب أو تهمة، وتم اقتيادي إلى سجن مدينة الصالح بمدينة تعز، وهناك تعرضت للتعذيب النفسي والجسدي الشديدين عند التحقيقات، والتي تبدأ في المساء وحتى طلوع الفجر، وأنا معصوب العينين ومكلبش اليدين إلى الوراء.
كان المحقق يضربني على الرأس والظهر بالهراوة ومرة بالصعق الكهربائي، وبعد التحقيق زجوا بي في غرفة انفرادية قرابة العشرة أيام دون فراش أو غطاء أو دورة مياه، تعرضت للالتهابات والأمراض الجلدية وحرمت من العلاج والماء النقي، تعرضت لعقاب شديد وكأنني مجرم ولست معلم لا يعرف سوى العلم.

قصص ومعاناة لا تكاد تنتهي.. هذا هو حال المعلم لدى جميع أطراف الصراع في اليمن، يعانون من انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب، دون وجود أي رادع يجعل تلك الجهات تكف عن ممارسة الانتهاكات بحق المعلمين، وتحييدهم عن أي صراعات سياسية أو غيرها.

رابطة أمهات المختطفين تعمل وتسعى إلى إيصال قضية المختطفين ومعاناتهم الجسيمة إلى كافة الجهات المحلية والمحافل الدولية للعمل إلى وقف انتهاكات الاختطاف وإطلاق سراح المختطفين دون قيد أو شرط، وتقديم مرتكبي الانتهاكات للمحاكمة لينالوا العقاب الرادع.