من وحي الغياب

والدة المختطف (م.ب)تقول: كنت أنتظر بفارغ الصبر نداء مسؤول الزيارات باسم ولدي، كان الوقت يمر ببطء شديد، أحسست حينها وكأن المكان يضيق من حولي، آآه يا ولدي وكأن الثواني تحرقني لهفة عليك.

دخل عسكري علينا وبلهفة الشوق وقفت دون أن أشعر، ظننته فلذة كبدي الذي أخفي عني لفترة طويلة، أخبرني أن ولدي سيأتي بعد قليل، فلم أتمالك نفسي فدموع عيني تسيل، أحرق الله من أحرق قلبي عليك يا ولدي.

أحسست بالقلق والتوتر أين أنت؟!! أين تلك الزنزانة التي وضعوك فيها؟!! وبعد قليل دخل ابني الغالي وأغلى ما في عالمي، لكن من باب آخر تفصلني عنه مسافة حاجزين من الشبك الحديدي، فصرخت بصوت مقهور “ولدي حبيبي” والدموع تتسابق لتفجر ذلك الألم الذي لم يهدأ في داخلي، كنت أبكي بحرقة وبشوق مرير، هل أنت بخير يا ولدي؟، فأجابني: أنا بخير، اطمئني يا أمي.

لكن هيئته تلك تحكي قصة مأساوية، وكأن جسده مليء بالثقوب والوجع يتسرب من أعماقه.
آآه ما فعلوا بك؟!! يكاد قلبي ينفطر عليك، حرموني من ضمك إلى صدري لأشتم رائحتك، لأروي حنيني الذي لا ينطفئ، لأتلمس وجهك الطاهر بكلتا يداي .. آه كم أفتقد تلك الابتسامة التي تضعها على وجهك حين تراني، لكنهم حالوا بيننا.
يا الله مدني بالصبر لا أستطيع التحمل أكثر.

#حرية_ولدي_أولا