بيان لـ رابطة أمهات المختطفين تزامناً مع انعقاد الدورة 43 لمجلس حقوق الإنسان

لخمسة أعوام متتالية وأبناؤنا المختطفون والمخفيون قسراً والمعتقلون تعسفياً خلف القضبان دون مسوغ قانوني، وهم مدنيون أخذوا من بيوتهم، والشوارع، والأماكن العامة، بسبب آرائهم أو انتماءتهم السياسية أو معتقداتهم  الفكرية والدينية.

“1839” مختطفاً ومخفي قسراً لدى جماعة الحوثي المسلحة منذ خمس سنوات، في” 244″ سجن رسمي ومكاناً  للإحتجاز ، منها “112” مكان للإحتجاز سري، عانوا خلالها من التعذيب الجسدي بوسائل وحشية، حتى أصاب الشلل  “11” مختطفاً، ويعيشون فيها الخوف والقهر، يتم تهديدهم بالقتل وبإختطاف أطفالهم، وباغتصاب زوجاتهم، فأصاب  “20” منهم الاضطراب النفسي أوالعقلي.

وفقدنا “71” مختطفاً قتلوا تحت التعذيب والتصفية الجسدية دون أدنى رحمة ودون عقوبة، و”210″ مختطفاً مدنياً قتلوا بسبب قصف طيران التحالف العربي على السجون وأماكن الإحتجاز التابعة لجماعة الحوثي، غير آبهين بحياة   هؤلاء المدنيين الأبرياء، ودون تحقيق أو مساءلة.

 

وقد عانت معهم الأمهات والزوجات والأطفال، تقول دعاء: (عند عودتي من الجامعة الساعة الثانية عشرة ظهراً،     وجدت باب بيتي مفتوحاً، فأصبت بالهلع الشديد، ودخلت مسرعة، فلم أجد زوجي وأطفالي الثلاثة وأصغرهم عمره عام فقط، فخرجت إلى الشارع باحثة عنهم في كل اتجاه، لأعلم بعد ذلك أن مسلحين من جماعة الحوثي قد اختطفوا زوجي، وعبثوا في بيتي، وأخرجوا أطفالي إلى الشارع، ولولا لطف جيراني الذين أعادوا أطفالي أبقوهم في منزلهم بأمان، لمارأيتهم بقية عمري ولأصابني الجنون).

 

وقَصَرت جماعة الحوثي إطلاق سراح المدنيين المختطفين على التبادل، مقابل مقاتليها الأسرى، فتعرقلت الجهود        المدنية والقانونية، (خالد الحيث موظف وزارة الثقافة، الذي اختطفته جماعة الحوثي في العام 2016م، تدهورت      صحته بشكل كبير نهاية العام 2019م، لم يحظَ بالرعاية الطبية المتخصصة، حتى انتشرت السموم في جسده، ورغم   نداءات عائلته المستمرة، رفضت جماعة الحوثي إطلاق سراحه مشترطة مبادلته بمقاتل حوثي أسير، وفشلت كل       الجهود لإطلاق سراحه حتى مات).

 

ومع اتفاق استكهولم تفاءلت الأمهات وأبناؤهن المختطفين، فقط رافقت الإتفاق جهود دولية حثيثة أثمرت عن مبادرة من كل طرف على حدة، كما تجمعت جهود فعالة من تحالفات نسوية ووساطات مجتمعية، ونال بذلك الحرية عشرات   من المدنيين المختطفين، ومازال عشرات آخرين مختطفين ومعتقلين تعسفاً ومخفيين قسراً، بحاجة لكل الجهود و       الضغوط من المجتمع الدولي وحماة حقوق الإنسان في هذا العالم. 

“38” مخفي قسراً لدى التشكيلات العسكري والأمنية بعدن منذ ثلاث سنوات في سجون سرية، رصدت الرابطة       “14” سجناً من بينها، لم تحصل عائلاتهم على أي معلومات عن أماكن إحتجازهم، وعن صحتهم وحياتهم في كل      أسبوع تقف “أم محمد الغفوري” تحت أشعة الشمس وهي مريضة لتحصل على جواب لسؤالها (أين ابني؟ إن كان حياً   فأعيده إلي، وإن كان ميتاً فأعطوني جثته).

“50” معتقلاً داخل سجن بئر أحمد، تؤخر الحكومة العمل بالإجراءات القانونية معهم، ويتعرضون لسوء المعاملة،    فقدوا فرصهم التعليمية والإقتصادية.

إننا رابطة أمهات المختطفين مع إنعقاد مجلس حقوق الإنسان في دورته  الـ 43 وتزامناً مع يوم المرأة العالمي، نضع شجاعة الأمهات والزوجات، مع أمنيات أطفال المختطفين الصغيرة، وكل آمالنا الكبيرة، بين يدي رئيس وأعضاء       مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ  43 والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ومناصري حقوق الإنسان في العالم،    للضغط على جماعة الحوثي المسلحة، والتشكيلات العسكرية والأمنية بعدن، والحكومة الشرعية؛ لإنهاء معاناة أبنائنا المختطفين والمعتقلين تعسفاً والمخفيين قسراً، ونيلهم حريتهم الكاملة دون قيد أو شرط.

صادر عن رابطة أمهات المختطفين – صنعاء 2مارس 2020

#حرية_ولدي_أولا